مبينًا أن الكتاب جمع بين أصح كتابين بعد كتاب الله وهما صحيح البخاري وصحيح مسلم، وقد حققه الشيخ طه بن علي بو سريح، الذي أثنى عليه المحقق وبيّن جهوده العلمية في التحقيق. فقاموا باستخراج الأحاديث، وتأليف الكتب في رجال الصحيحين، ومحاولة تتبع الأوهام أو الأخطاء المحتملة فيهما كما فعل الإمام الدارقطني، مستندين إلى استقراء ناقص. كما بيّن أن القاعدة المشهورة بأن كل ما في الصحيحين صحيح، وليس على حال الراوي فقط. فقد يكون الراوي ثقة لكنه يخطئ في بعض الروايات، وقد يُعرف بحديثه الصحيح أو السقيم بحسب ما رواه. وأورد حكاية ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة للدلالة على هذا المنهج القائم على العلم والفهم والخبرة المتراكمة. ثم بيّن أن البخاري ومسلم كانا ينتقيان من حديث المتكلم فيهم ما صح وثبت عندهما، وذكر أمثلة متعددة من رواة أخرج لهم البخاري ومسلم رغم أن بعضهم قد تُكلّم فيه. حذر من استخدام مصطلحات مثل "رجاله رجال الصحيح" لأنها قد توهم بصحة جميع روايات الراوي في كل أحواله، لأن الشيخين انتقيا من روايات هؤلاء ما تحقق لديهما صحته. أشار المحقق إلى أن هدف دراسة أحوال الرواة في الصحيحين ليس الطعن في الصحيحين كما قد يظن البعض، بل لتحري الدقة في نسبة الصحة إلى الأحاديث خارج الصحيحين، ثم عاد ليؤكد على أن الصحيحين هما أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، مبينًا أن منهجه يقوم على اتخاذ صحيح مسلم أصلًا، وعلل هذا المنهج بمنزلة صحيح مسلم عند المغاربة، بينما يتميز صحيح البخاري بفقهيته. بيّن أن حذف الأسانيد في مختصرات الصحيحين كان لتيسير الحفظ والفهم على طلبة العلم، لكنه أشار إلى إغفال مسألة تنبيه القارئ إلى الفروق بين الأحاديث الأصول والمتابعات والشواهد، واعتماده على خمس نسخ خطية، ومقابلته النص بالمطبوع من الصحيحين، وإعداده للفهارس العلمية. قارن بين طبعة بو سريح وطبعة الغماس في السعودية، وبيّن أن طبعتهم أجود من عدة نواحٍ، ووجود فهارس فنية مفيدة، أشار الدكتور بشار إلى أنه قام بخدمة هذا النص تحقيقًا وتوثيقًا، وراجع الروايات مع ما في الصحيحين. وقدّم شرحًا مختصرًا لبعض المواضع التي وقع فيها اختلاف بين النسخ أو بين النص والمصادر الأصلية. مع الإشارة إلى ما يُحتاج إلى بيانه من فروق بين النسخ. وأوضح أنه لم يُدرج كل الروايات المتكررة في الصحيحين، وبيّن أوجه الاتفاق والاختلاف بين الروايات إن وجدت. أشار كذلك إلى أن بعض الباحثين وقعوا في أخطاء عند التعامل مع هذا الكتاب، في حين أنه عمل علمي قائم على الجمع والتحقيق والمقارنة. وبين الدكتور أن أهمية هذا العمل لا تقتصر على ضمه الأحاديث، أوضح أن الكتاب ينتمي إلى نمط المسانيد لا السنن، لما فيها من فوائد عظيمة في فهم السنة النبوية وضبط الرواية. وعدم الترجيح الصحيح بين الروايات، مما يدل على أن تحقيق بو سريح كان أدق وأوثق.