غادر فصل الشتاء بعواصفه و برقه و رغوده حزينا لأنه سوف يغيب تسعة أشهر و أطل الربيع الضاحك المعتدل راكضا بين البساتين الفسيحة و في الحقول المترامية الأطراف و في كل مكان مزهوا بنفسه ليضيف لمسته الخضراء على الأشجار و الثبات . في الربيع تبتسم الأرض فرحا و زهوا بعد أن ولدت الحبات المدفونة في أعماقها فخرجت زهرات صغيرة تتراقص فرحا و حبورا ، و بنت أعشاشها على الأغصان المزهرة و الشمس تُراقب هذا المشهد بعيون مليئة بالأمل و قد تربعت في مملكة السماء و نثرت جدائلها الذهبية على أكتاف الجبال الشاهقة.