ولذلك لا يمكن فهم السلطة في الوجود الإنساني من دون الكشف عن الجدلية التي تقوم بينها وبين المجال الذي تنتمي إليه ، وبخاصة بينها وبين السلطان والسيطرة . وفي الحقيقة يبدو السلطان أشد أنواع الأمر انتشاراً ولطافة وغموضاً. فهو جذب ودفع وتوجيه ومنع وتحريض وردع عبر الواعي واللاواعي، إذن نجد أن ما تنزع إليه السيطرة يتجاوز مجرد الحصول على مزايا السلطان اذ إنه ليس أقل من تحولها إلى سلطة . فالمسيطر لا يرتاح إلى وضعه تماما إلا إذا انقلبت سيطرته،