الفيسبوك التويتر اليوتيوب الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست بودكاست رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول كتابه: الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، رشيد لبيض 2013 / 9 / 4 علم النفس , وعلم الاجتماع لقد ساد على مدى القرون الاعتقاد بأن التمايزات الاجتماعية والأدوار المختلفة للنساء والرجال هي اختلافات طبيعية لا تتغير، وأنها محددة بالاختلافات البيولوجية. وكانت هذه المميزات و الصفات تتتضمن أفكارا وقيما عما يخص الذكر وما يخص الأنثى (مثل كون المرأة عاطفية والرجل عقلاني)، كما تتضمن مجموعة من الصور النمطية والمواقف والسلوكات الخاصة بالرجل وبالمرأة ( المرأة تغسل الأواني والرجل يقوم بتشغيل الآلات). هذا وأظهر البحث في الثقافات المختلفة أن معظم تلك المميزات المفترضة قد تمت صياغتها وبناؤها من خلال العوائد والممارسات الاجتماعية أكثر من كونها مميزات محددة مسبقا بفعل الطبيعة وهذا ما دعى الأبحاث والدراسات إلى إقامة الفصل المميز بين الجنس البيولوجي و الجنس الاجتماعي الذي يقابله بالأنجليزية gender و بالفرنسية genre، التي تتميز بها الفروق القائمة على الجنس. المحور الأول : مفهوم النوع الاجتماعي: استخدم هذا المفهوم لأول مرة من طرف آن اوكلي ann oakly سنة 1972 بالمعنى التالي :" تحيل كلمة جنس على الفوارق البيولوجية بين الذكور والإناث، وإلى الفرق الظاهر بين الأعضاء الجنسية، وكدا إلى الفروق في ارتباطها بوظيفىة الإنجاب. أما النوع فإنه معطى ثقافي، فهو يحيل إلى التصنيف الإجتماعي وترتيبه للمذكر والمؤنث". وتعني الأدوار والاختلافات التي تقررها وتبنيها المجتمعات لكل من الرجل والمرأة. والبحث في الجندر يمكننا من تعويض الماهوية البيولوجية بالبنائية الثقافية، بحيث يتبين لنا بأن الاختلاف بين الرجل والمرأة مبني ثقافيا وايديولوجيا وليس نتيجة حتمية بيولوجية. ثم إن هذا المفهوم أداة فعل في الواقع وبحث في مجالات التنمية من حيث التقسيم الاجتماعي للأدوار. لقد كان الغرض الأول من طرح إشكالية النوع هو تحرير العقول والأفهام من المسبقات والتنميطات العالقة حول الجنسين، ثم السمو بالعلاقات بين الرجال والنساء إلى مستوى حضاري من التعقل ينزع عن الجنسين تلك الحدود التي سكّت في أطر مجمدة وسلوكات محددة لمن هو ذكر ولمن هي أنثى. وعليه صار من المتعين التمييز بين الطبيعي والثقافي في العلاقات بين الجنسين. والواقع أن هذا التمييز يقتضي الوقوف على ما هو طبيعي أي الفارق الجنسي بين المرأة والرجل، وبين الفوارق الثقافية والحضارية التي يبنى عليها تمثل وتقبل علاقات اجتماعية ذات معنى بين الرجال والنساء، وتؤدي هذه الشروط مجتمعة إلى تحديد الجنس من حيث الأنوثة والذكورة، اجتماعية، سيكولوجية، بل أبان عن إجرائية لا ريب فيها. غير قابل للتغيير، الرجال فيه يخصبون والنساء تلدن. أما النوع فهو معطى ثقافي، يلقن بالتنشئة، قابل للتغيير، ويشير إلى الأدوار الإجتماعية التي يمكن أن يتساوى فيها كلا الجنسين. وبناء عليه يمكن استنتاج المعطيات التالية: + يحدد الجنس الفروق البيولوجية بين النساء والرجال بينما يحدد النوع الاجتماعي العلاقة بينهم. + لا يشير النوع الاجتماعي إلى النساء كما أنه لا يشير إلى الرجال، وكدا إلى الطرق التي تتشكل بها هذه العلاقة. + تتحدد علاقات النوع الاجتماعي بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، كما تتأثر بتغير هذه العوامل. وتحدد سلوكات الرجال والنساء، وتقوم بتقسيم الحقوق والمسؤوليات والموارد والأدوار فيما بينها. + تقوم التنشئة الاجتماعية بتقديم الأدوار الاجتماعية المختلفة وتعمل على تلقينها ولو بشكل ضمني أو معلن. ويمكن أن نستخلص من هذه المعطيات أن النوع هو المعنى الحضاري الذي تضفيه الثقافات على الجنس، أما الغرض من طرح إشكالية النوع، فهو القيام باستراتيجية التفكيك التي ترمي إلى تحرير العقول والأذهان مما علق بها من مسبقات وتصورات قائمة على نمطيات جنسية، تربط خصائص محددة بمن هو ذكر وبمن هي أنثى. وهكذا نستطيع القول أن النوع الاجتماعي هو التمييز الثقافي للذكر على الأنثى ، كما أن الهندسة الاجتماعية تعمل على جعل شروط الحياة اليومية لكل من المرأة والرجل، وفي ظل مؤسسات وعلاقات اجتماعية معينة. المحور الثاني : نظريات النوع الاجتماعي ينطلق أصحـــاب هذه النظرية من فكرة أساسية مفادها أن التكوين البيولوجي هو المسئول عن الفروقات الفطرية في سلوك الرجــال والنساء مثل الهرمونات والكروموزومات وحـجم الدماغ والمؤثرات الجينية ويضيــف هؤلاء أنه يمكن ملاحظة هذه الاختـــلافات في جمـيع الثقافات، وذلك يعني أن الرجال بحكم تركيبهم البيولوجي يتفوقون على النسـاء في نزعتهم العدوانية ، كجسد ذو بنية فيزيولوجية هشة، بل أن بنيتها الفيزيولوجية تخول لها الإرتباط بالجانب العاطفي خاصة المرتبط منه بتربية الأطفال والعناية بهم، لتكون بذلك الفروق البيولــوجية حسب هذه النظرية أســــــاسـا لتشكيل الهوية الجنسانية. ومن هنا فالنظرية البيولوجية في مقاربة النوع ترجع أصـل الفروق بين الجنسين إلى الاختلافات البيولوجية بين الذكور والإناث. حاول علمـــــاء الاجتمـــاع تجاوز الطرحيــن السالفي الذكر عبر تعديــــــلهما، ينظروا إلى الجنس باعتباره نتاجا بيولوجيا وإلى النوع باعتبارها نتاجا للتنشئة الاجتمــاعية، تعدله، فالجسم قد يعطيه أصحـــــابه دلالات تتجاوز الأطر الطبيـــــعية إذ بوسع الأفراد بناء أو إتبــــاع نظام غذائي معين أو بثقب شحمة الأذن كما يفعل البعض أو بإجراء جراحة تجميلية أو جراحة لتغيير الجنس . تنظر النظرية الوظيفية إلى المجــتمع باعتبـــاره نسقــــا من الأجــــزاء المترابــــطة التي والتوازن والاستقرار للنسق العام ولتحقيق التكامل الاجتماعي 15 ، ومن ثمة فإن الوظيـــفية ويميل أصحاب هذا الاتجاه إلى الاعتقاد أن تقســــيم العمل بين الجنسين يقوم على أســـاس أما العمل البرانـــي الإنتاجي فهو المستقرة تدعم أطفـــالها من أجل ضمــــان تنشئة اجتمـاعية ناجحة لهؤلاء الأطفــــال. الإناث أدوارا تعبيرية توفر العنــاية والأمن للأطفــــال وتقدم لهم الدعم العاطفي. فيقوم بأدوار الإنتـــــاج وإعـــالة الأسرة ماديا بالعمل البراني الذي يتعرض فيه لصعوبــات الميكروسوسيولوجي كنسق فرعي والذي هو أساس الاستقرار الماكرو سوسيـــــولوجــي أو أما جون باولبي فقد قدم هو الآخر منظورا وظيفيا على تربية الأطفال، فيه دور الأم المحور الأســـــاسي لتنشئة الأطفال الاجتماعية، عنها الطفل في مرحلة مبكرة من عمره تنشأ حالة من الحرمــــان من الأمـــومة يكــون من نتائجها أن يتعرض الطفل للخطر ومشاكل اجتماعية ونفسية بسبب التنشئة الاجتمــــــاعيــة القاصرة، وقد يكتسب الطفل نتيجة لذلك سلوكيـــــــات عدائية تجاه المجتمع، والحل حســب وكان يعتبــران استبدال الأم بأم بديلة ممكن شريطة أن تكون أنثى ممـــا يوحي أن دور الأمومة هو مهــمة للنساء فحسب ومن هنا فإن التقسيم الجنسي للعمل الذي يقوم أساســا على إعطـــــاء الأدوار والمهام الأعلى قيمة للرجال وللنسـاء العمل الإنجـــــابي وتربية الأطفال والسهر على راحـة الزوج هو ما يدعم مكانة الرجل في العائلة بوصفه يعولها ويكفلها ويعيد إنتاج شروط تفوقه في المكانة الاجتماعية على المرأة داخل العائلة. أ‌- الأسرة والنوع: من المهم في هذا السياق فهم الكيفية التي يتعلم من خلالها الأطفال أن يكونوا صبيانا أو بناتا ليصبحوا بعد ذلك رجالا أو نساءا وكذا الكيفية التي يتحدد بها السلوك الذكوري والسلوك الأنثوي، وكذا الكيفية التي تلقن بمقتضاها ممارسة الأنشطة التي تعتبر ملائمة لكل جنس على حدة، وكيفية التواصل بين الجنسين. ومثبطين اللعب بألعاب الجنس الآخر. وهكذا فإن الأطفال يتعلمون نوعهم الاجتماعي في سن مبكر، وذلك من خلال الأدوار التي يقومون بها في ألعابهم حيث يطمحون إلى الوظائف والمهن التي يرغبون في القيام بها مستقبلا، ليميزوا أنفسهم ويميزهم الآخرون باعتبارهم ذكورا وإناثا، ب – المدرسة والنوع : يهمنا أن نقف على الدور الذي تقوم به المدرسة بمناهجها ، واستراتيجياتها، وخطابها في نقل المفاهيم، والقيم ذات الصلة بعلاقات النوع والتي عادة ما تكون غير منصفة للفتاة والمرأة، وحق الجميع في التعليم إناثا وذكورا سواء في البوادي أو الحواضر ، طبقا لما يكفله دستور المملكة" فإن الموقف الذي تتخذه المدرسة والفتاة من المرأة يميل عموما إلى إعادة إنتاج مجموعة من النمطيات والمفاهيمم الجاهزة. وهذا يبرز سواء على مستوى الممارسة التربوية أو على مستوى الخطاب المدرسي بشكل عام. كما سنجد أن الفرق الكبير بين ولوج المدرسة من لدن الفتيات والفتيان وكذلك النتائج الدراسية للتلاميذ يوحي بأن هناك نوعا من إعطاء الأفضلية للفتيان على حساب الفتيات. إن رصدا متنبها للمنهاج وعلى الأخص للكتب المدرسية والمواد التعليمية، فالمرأة عادة تكون غير مرئية أو مغيبة أو عرضة للنسيان سواء في الصور أو في النصوص والحديث عنها يتم عبر لغة جنسوية مفعمة بالمسبقات الذكورية، وإن اتفق وعرضت في الكتب المدرسية فإن تمثيلها يعرض من خلال صور نمطية تعيد إنتاج التقسيم الإجتماعي للعمل حسب النوع. وقد تنجح أحيانا تلك الكتب في نهج أسلوب للتعتيم على حضورها بلجوئها إلى إخراج جمالي محايد، غير أن مضمونها يظل في جوهره جنسويا وبالتالي ذكوري المنزع. تعمل تلك الكتب على تكريس لا مرئية المرأة أو تغييبها عن المشهد ، أو النظر إليها من وراء حجاب وعلى نشر مجموعة من الأفكار الجاهزة والنمطيات المجحفة التي تقلل من قدرها، مما يمثل خلطا في الرؤية من شأنه أن يؤدي بالتوازن المطلوب في معرفة التلاميذ ومعلوماتهم عن الرجال والنساء وأن يشوّه الحقائق التاريخية والتجارب الإنسانية. ويضعون قواعد معينة تضبط العلاقات بين النساء والرجال والتي تعد من مشمولات ثقافة المجتمع، ثم يعمدون أخيرا عن طريق التنشئة إلى نقل هذه المفاهيم والتمثلاث إلى الصغار. وعليه يكتسب النوع الاجتماعي من خلال آليات التنشئة الاجتماعية والتربية العائلية والمدرسية، اللتين تعملان على تمرير واستبطان ثقافة المجتمع، بمعية تلك الصفات التي ينكرونها على أنفسهم. وبالمثل، ولأن النساء يعتمدن في مفهوم الذات وفي إدراكهن لهويتهن بل حتى في مظهرهن وذوقهن على مدركات الرجال، فإن هذا يجعلهن مستعبدات لما تروج له السينما والمحطات التلفزية والمجلات النسائية، تحت تأثير مفعول العرض العالمي، إنه لأمر يبعث على الرثاء أن يجعل مفعول العرض العالمي المرأة تلهث دائما وراء الجديد والمبتكر لكي تغير من جلدها ما بين الشفط والنفخ والشد والنتف، بقد جعلتها الحداثة المتوحشة مجرد كائن جنسي قابل للاستهواء وللاشتهاء. فالجسم يوجد داخل الحقل الاجتماعي. ذلك الحضور الذي تنظر إليه التجربة العادية والفعالية الناجحة كأمر عادي مفروغ منه. والوصلات الإشهارية لمواد حفظ الصحة والتجميل، والأدوات المنزلية والسيارات. هكذا يعمل الإشهار عبر الخطاب الدعائي على استلاب المرأة وتشييئها بتقديمها كسلعة، أو في أحسن الأحوال كملهمة للسلوك الإستهلاكي. وصحيح أننا نشاهد بعض مظاهر المقاومة المضادة للصور النمطية عن المرأة ، وكاحتجاج على النظر إليها كمجرد أنثى أو جسد، ولعل هذا ما يزيد الحجاب انتشارا في سياق تحول اجتماعي تتضارب فيه القيم. غير أن فنون التجارة والموضة أخذت تعمل على استعادة هذا اللباس "المحتشم" وإفراغه من مدلوله، المحور الثالث : النوع والتمثلات الاجتماعية للمرأة: 1- المرأة واللغة: الواقع أن الحشمة الأثيرة في ثقافة المجتمعات التقليدية والتي تعطل المرأة عن الكلام تعطل دورها في النقاش العام، ولا نعلم إن كانت اللسانيات الاجتماعية في العالم العربي قد خصت لغة النساء بدراسة تكشف عن الخصائص العامة للغتهن سواء من حيث الصواتة أو الدلالة أو المعجم أو التركيب. والذي يتمثل في صيغة التساؤل التي تنتهي به عادة الجملة التي تنطق بها النساء. وما يعكس حضور ثنائية ذكورة وأنوثة في التمثل الاجتماعي المغربي هو العبارات التي تستعمل في لغة التداول اليومي م حيث نعت الرجل بأنه امرأة ضرب من السب والشتم، وفي المقابل فإن نعت المرأة بأنها رجل معناه إضفاء كل صفات الرجولة : القوة والشجاعة. لأن اللغة هي التي تتكلم فينا ولسنا نحن الذين نتحدث اللغة ، أي لإرساء القواعد المؤسسة للغة محايدة تعيد للمرأة الاعتبار في الكلام وفي الخطاب. بما أنها مخاطبة بالشريعة مثلها مثل الرجل، إنها لغة تلغي كينونة النساء، بل تستحضرهن والرجال سواسية، مثل الآية الكريمة :" إن المسلمين والمسلمات والمومنين والمومنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما". 2- المرأة والجسد: مصدر إزعاج لها أيضا وفي المقابل فالذكر مهما كان ذنبه فذلك لا يؤثر بشكل كبير على الأسرة وشرفها بقدر ما ينظر إليه أحيانا نظرة افتخار لأنه رمز للفحولة والرجولة. ما يؤكد اختزالها في مفهوم الجسد. يعتبر الزواج في المخيال الشعبي مصدر راحة للفتاة ولعائلتها لأن ذلك القلق والخوف الدائم على شرفها في إطار ما يمكن تسميته بإيديولوجية العرض العائلي، إنها من هذا المنظور ملكية للأسرة-الأب قبل الزواج وملكية للرجل-الزوج بعده. 4- المرأة والعمل: إن عمل المرأة كذلك يكشف عن هذا التصور الذي يحمله المخيال الاجتماعي، فمهما كانت وظيفتها ينظر إليها كامرأة. إنها تقترن بمعاني الانفعال، فالمرأة تقبل أن تشتغل وبأجر أقل من الرجل خاصة في الضيعات والمعامل والمحلات التجارية، فهاهي تشتغل في المحلات التجارية والمقاهي، إلا أن هذا التشغيل ليس بريئا بل في الوقت الذي تشتغل فيه فهي توظف كجسد لجلب الزبائن من حيث هي موضوع إثارة وأداة لها، والغريب أن الأجرة التي تتقاضاها لا تكاد تذكر. الإنصاف في الفضاء المدرسي، بيروث 2005 10_ المختار الهراس، ط الأولى 1996 13- حسن أمغو، facebook sharing buttontwitter sharing buttonpinterest sharing buttonemail sharing buttonsms sharing buttonsharethis sharing button التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي الموقع الرئيسي | الموقع الرئيسي للكاتب-ة 010,