وهي أيضاً كأي مرحلة يمر بها الإنسان حيث يواجه فيها الطالب بعض التحديات والصعوبات التي تجعله خارج نطاق الراحة وما اعتاده من روتين ومن الممكن ان تشكل له حالة من الارتباك والضغط النفسي. يقبل الطالب على المرحلة الجامعية محملاً بالعديد من التحديات الجديدة: دراسة من نوع مختلف، ولا بد من تركيز الاسرة مع اولادهم في هذه المرحلة وتهيئتهم نفسيًا لهذه المرحلة حتى لا يحدث فراغ وصدمة لديهم من المرحلة الجامعية بكافة تفاصيلها. والتطور في مستوى التفكير والثقافة، فإنهم يواجهون فيها الكثير من الصعوبات. التي تتعلق بالطالب أو الأستاذ، ولا ينسى الزيود التأكيد الى ان البيئة الجامعية بيئة منفتحة نوعًا ما مقارنة ببيئة المدرسة وخاصة المدارس غير المختلطة والتي تعطي حرية اكبر وتعطي خيارات متعددة ويكون الحضور والغياب بها بنسبة معينة. أهمية الجانب النفسي من جانبها تؤكد اخصائية علم النفس زينة عواملة على اهمية الفترة الزمنية بين بدء المرحلة الجامعية والانتهاء من التعليم المدرسي لا سيما الصحة النفسية في هذه المرحلة التي تعتبر «القوة الداعمة لكل طالب». وبينت ان للعامل النفسي دورا مهما قبل دخول الطالب للمرحلة الجامعية، وطريقة التعامل في الجامعة، حيث أنها تختلف كليا عن مرحلة التعليم المدرسي التي يقضي فيها الطالب ما يقارب 12 سنة في الدراسة، وشددت على دور الاسرة في تهيئة ابناءهم لهذه المرحلة وتوعيتهم وتقديم النصح والإرشاد لهم من كافة النواحي وتقديم الشرح المبسط لآلية الدوام «سيختلف عليهم الكثير من الافكار ما بين الحصص والمحاضرات وبين المعلم والدكتور وبين القاعة والصف وغيرها من التفاصيل. وتؤكد المرشدة التربوية المدرسية د. التي كانت تتبع النظام المطور وهو نظام شبيه إلى حد بعيد بنظام الدراسة الجامعية، الذي طبقته بعض مدارس وزارة التربية والتعليم في الفترة الماضية، استطاع الطلاب المتخرجون فيه من الالتحاق بالمرحلة الجامعية دون أن يحدث لأي منهم اي اختلاف او تغيير عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة اخرى. و تؤكد على أن العوامل الاجتماعية، التي تؤدي إلى تسرب الطلاب في المرحلة الجامعية، تعود إلى مجتمع المدرسة، الذي يختلف عن مجتمع الجامعة، بسبب بقائهم طوال العام الدراسي بكامله، بينما الأمر يختلف كليا في مجتمع الجامعة، وبينت أن الطلاب متغيرون في كل فصل دراسي وفي كل مرحلة من مراحل التعليم الجامعي، وكذلك الهيئة التدريسية متغيرة على الدوام، بينما في المرحلة الجامعية هي أنشطة مفتوحة. وانهت انجي ملحس الثانوية العامة وستلتحق بالجامعة الاردنية الالمانية ولا تشعر بالقلق من هذه المرحلة حيث تعتبر انها في مدرستها التي تتبع نظام(ib) كانت في المرحلة الثانوية تتبع معهم نظام كنظام الجامعات. وتبين ملحس ان على المدرسة الدور الاكبر في تهيئة الطلبة لهذه المرحلة الانتقالية واكثر من دور الاسرة كون الاثنتين مؤسسات تعليمية. وتؤكد ان من أبرز النقاط التي بها اختلاف بين المرحلتين هي عملية التواصل الاجتماعي وتكوين الاصدقاء حيث يتواصل طالب المرحلة الثانوية مع معظم طلبة الصف الدراسي الذي هو فيه وهو ما يكون غالبًا من نفس المستوى الاجتماعي والفكري، أما المرحلة الجامعية يتواصل فيها الطالب مع خلفيات اجتماعية وفكرية مختلفة إلى حد كبير، مما يخلق نوعا من العبء النفسي في تكوين الصداقات المريحة. وتتخوف اية السعودي من فكرة ان الوالدين في مرحلة المدرسة هما من يساعدان في تنظيم وقت الدراسة اما عندما تكونين في المرحلة الثانوية، خلافاً للمرحلة الجامعية ستكون هذه المهمة على عاتق الطالب نفسه. وتؤكد على ان كل مرحلة جديدة تكون بها صعوبات ولكن سرعان ما تتلاشى بمجرد التعود عليها وفهمها وفهم النظام التي تقوم عليه. فمعظم المدارس يتم الفصل بين الجنسين أما الجامعة فيجد الطالب نفسه محاطاً بزملائه من الجنسين وهذا أيضا يخلق نوعا من العبء حتى يتم التأقلم والوصول إلى الطريقة المناسبة في التعامل. من جانب اخر عانت الطالبة بتول المحيسن عند التحاقها بكلية الطب في الجامعة الاردنية حيث اجبرت على الانتقال للعيش في سكن الجامعة وهذا كان من التحديات الكبرى التي عانت منها وشعرت المحيسن بالعزلة في السنة الاولى ولم تتأقلم بسهولة ويعود سبب ذلك لبعدها عن أسرتها وأصدقائها وصعوبات التكيف مع الواقع الجديد، فضلاً عن الصعوبة في التعرف على القيم والقوانين التي تسير بموجبها البيئة الجديدة، وقدرتها على ملاءمة نفسها مع هذه البيئة الجديدة، وتبين المحيسن ان الكثير من طالبات السكن عانوا نفس معاناتها واحتاجوا لوقت طويل حتى يتأقلموا بهذا الجو الجديد والمجتمع المختلف عن مجتمع القرى. من جهته اكد الطالب محي الدين العلمي أن الطالب بانتقاله للمرحلة الجامعية ينتقل من حياة التبعية إلى الاستقلالية والاعتماد على النفس في معظم مناحي حياته، والتاقلم مع الواقع الجديد وحل مشكلاته وتكوين مجتمعه المناسب له وفي نفس الوقت عليه التفوق في دراسته التي اختارها أو اختيرت له من قبل والديه أو من قبل ظروف بلادنا التعليمية. ويفرح بانتقاله إليها فهي نقطة الانطلاق الأولى إلى الحياة العملية وسوق العمل وتكوين الذات وتحقيق الأهداف، ويؤكد على دور الأسرة والمحيطين به وتدخلهم في بعض الاحيان وعدم رفضه أو التذمر منه والصبر عليه عند تغير شخصيته، للوصول إلى بر الأمان بثبات ونجاح. وتعبر المهندسة لين سمهوري عن مخاوفها على ابنتها التي ستلتحق بالجامعة الان حيث تعد هذه التجربة هي الاولى بالنسبة للسمهوري. وتؤكد على ضرورة مراقبة الاهل لابنائهم في هذه المرحلة وان لا يتخلوا عن هذا الدور بحجة ان ابناءهم كبروا وتخطوا مرحلة الخطر لان هذه المرحلة خاصة في بدايتها تشكل خطورة ربما كانت اكثر من خطورة المرحلة المدرسية.