يلقي هذا النص الضوء على صعوبات ترجمة مسرحيات شكسبير، متمثلة أساسًا في تحديد ما يُترجم نثرًا وما يُترجم نظمًا (حرًا أو عموديًا مقفى). يؤكد الكاتب على ضرورة المحاولة في محاكاة جميع الألوان الصياغية والأساليب الموجودة في النص الأصلي، مع التركيز على أهمية الحفاظ على الجوهر الشكلي للأغاني والأناشيد المنظومة، بما فيها موسيقاها التي تُعد جوهرية لمعناها. يُوضح الكاتب، مستشهدًا بأبيات بوتوم، كيف أن ترجمة المعاني دون النظم والقافية تُضيع المقصد الفني، خاصةً بالنظر إلى شخصية بوتوم وسياق الأبيات. يتناول النص أنواعًا مختلفة من النظم في المسرحية: الأغاني المقفّاة التي تتطلب مقابلةً نظمية دقيقة (مثال أنشودة الجنيات)، والأنشودة التي تتميز بتفاوت أطوال أبياتها وإيقاعاتها، والنظم المقفى غير الملتزم بنمط ثابت (مثل تعويذات أوبرون)، والنظم ذي القافية الثنائية (مثل مونولوج هيلينا)، والنظم الخالي من القافية الذي يقترب من النثر (مشاهد المشاجرات). يُشير الكاتب إلى محاولته استخدام العامية المصرية في ترجمة جزء من المسرحية، لكنه وجد أن الفصحى المُعرّبة، الأقرب للعامية في تراكيبها، هي الأنسب لنقل روح النص. يختم الكاتب بتأكيد أهمية نقل التراكيب النحوية التي تعكس الحالة النفسية للشخصيات، مشيرًا إلى أن النثر في المسرحية يستخدم لغة قريبة من العامية.