للتعرف على التمثل الاجتماعي لابد من الرجوع الى المكتشف الحقيقي الاجتماعي لهذا المفهوم، ايميل دوركايم الذي أكد على الدور الاجتماعي للفكر اذ يقول: " ينتمي الانسان الى مجتمع، و هذه الحياة الاجتماعية كلها مكونة من تمثلات. إن حالات الوعي الجماعي هي من طبيعة أخرى مقارنة مع حالات الوعي الفردي، اذن ليس المهم هو معرفة طريقة فردانية المفكر بل معرفة ادراك في الجماعة ". بالنسبة إلى دوركايم ، التمثل الاجتماعي هو مفهوم مشترك بين أفراد الجماعة يوجد فيه سيرورة انتساب و مشاركة. التمثل الاجتماعي متجانس و دائم، يقرب أعضاء الجماعة و يحافظ على الروابط فيما بينهم. التمثل مشترك ومدرك بطريقة جماعية الامر الذي يمنحه حق الدوام وقوة الاعتبار. يعتبر دوركايم التمثل الاجتماعي محصولا جماعي إذ يقول:" إذا كان التمثل الاجتماعي فلأنه مؤلف جماعي بما أنه لا يحمل بصمة أي ذكاء خاص، أنه منجز من طرف ذكاء فريد، فيه يلتقي كل الأشخاص الآخرون ومنه يتغذون . الذكاء الفريد يتميز باستقرار أكثر من الإحساسات و الصور ، التمثل الاجتماعي هو عبارة عن بناء اجتماعي حاصل من التواصل بين الأفراد و من التمثل الاجتماعي هو منتج شارك في صنعه افراد ينتمون و هو عبارة عن معارف يتقاسمها مجموعة من الاشخاص لهم نفس المعالم المرجعية . في مقارنته بين التمثلات الفردية والتمثلات الجماعية، يؤكد دوركايم على نوعية الفكر الجماعي مقارنة بالفكر الفردي " ما المدهش، نابعة مباشرة من هذه المعارف ثم تتفوق عليها. نستنتج مما سبق أن التمثلات الفردية بالنسبة إلى دوركايم هي تمثلات فردية خاصة، بينما التمثلات الاجتماعية هي منتج جماعي و هي مجموعة من التراكمات المقياسية و المعرفية القيمة المنتجة من طرف المجتمع . بعد فترة من الركود والجمود النسبي احتل مفهوم دوركايم للتمثل الاجتماعي مركز الأبحاث المهمة هذه الابحاث كانت في البداية بمبادرة من الباحث سارج موسكوفيتس ' كيف يمكن للتمثل الاجتماعي ان يعدل في La psychanalyse et son public' الفكرة ويحولها من معناها العلمي الى معنى عام، كما يحولها من المعنى العام الى معنى علمي. إيديولوجية، حسب موسكوفيتس دوركايم تمسك بمجموعة من الأفكار القوية في تفسير التمثلات 1.لا يمكن للإنسان أن يفكر دون المفاهيم ليكون إنسانا؛ يقتصر إدراكه على الأحاسيس الفردية وبالتالي يصبح غير مفهوم كالحيوان. بل هو استيعاب المتغير تحت الدائم، اي اصهر الخاص ضمن العام". نستدل من ذلك على أن التمثل الاجتماعي يذوب الفرد تحت الجماعة، و الجماعة هي التب تعطي مغنى للواقع الذي يواجه الفرد، والواقع ينتجمن خلال تجاوب وتفاعلات الجماعة.