4- معركة قرون حماه وتمكن وفده من إقناعه بضرورة تقديم المساعدة للوقوف في وجه صلاح الدين لأنه متى ملك حلب لم يكن له قصد إلا الموصل . فبادر إلى جمع العساكر من الموصل والجزيرة وأعد العدة لعبور الفرات إلى حلب، صاحب سنجار يطلب منه موافاته بعساكره، وسار إلى حماء وحاصرها وبعد تداول الأمور رأى الجانبان الأيوبي والزنكي أن المصلحة العامة تقتضي بضرورة التفاهموحقن دماء المسلمين فجرت مفاوضات بينهما تقرر بنهايتها: يعيد صلاح الدين كل ما أخذه من الخزانة . أتاح هذه الاتفاق فرصة طيبة للزنكيين لاستعادة نفوذهم في بلاد الشام، لكن الزنكيين الذين اعتزوا بقوتهم وطمعوا في الحصول على مزيد من الامتيازات بعد أن علموا بقلة عدد أفراد جيشه، فاعتذر عن إجابتهم بحجة أنها في يد ابن عمه ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه، حدود حماء في وادي نهر العاصي يُعرف بـ (قرون حماء) إلى الشمال من المدينة وذلك في 19 رمضان عام (570هـ/ 23 نيسان عام (1175م، ومع ذلك لم يشعر أن له من القوة ما يكفي لمواصلة القتال، وكفر وبعد توقيع الاتفاق رحل صلاح الدين عن حلب (1). وقد ساعد الانتصار الذي حققه صلاح الدين في قرون حماء على تثبيت مركزه تماماً في بلاد الشام، كما سك نقوداً واجبة عليه، وبهذا الرفض الإيجابي لكل محاولة للتفاهم لم يكن أمام صلاح الدين إلا أن