اكفهر الليل وراحت نداوة الفجر تتسلّل إلى الداخل، والشمس ترسل أشعتها الأولى من خلف الأفق. في اللحظة التي لا تريد السيدة أن تسمع صمت القفص المقفر بدا لها أمر غير طبيعي امتلأت أذناها كما في كل صباح بتقاسيم كناريها، فحولت أنظارها بعفوية صوب النافذة التي ظلت مفتوحة والقفص فيها، تعاظمت دهشتها حينما رأت حقاً أن كناريها يُغرّدان، قفزت من فراشها مثل مجنونة، وطارت إلى القفص حافية، وأغلقت بابهُ الصَّغير بقوَّةٍ، أسندت رأسها إليها