تضاربت الآراء حين أعلى خادم بن زاهر استيانه من حسين صاحب (اليوم ) قائلا: «إما أن تعطينا حقوقنا كاملة، فمنهم من الهمة بالجنون لأنه قطع رزقه ورزق عياله بيده، منذ تلك اللحظة كان عليه أن يؤمن لقمته ولقمة عياله من صيد السمك. يتباعدون عنه كمن أصابه الحرب، تحمل شباكه على ظهره متظاهرا باللامبالاة، لكسر حلقة الفقر إلا أنه كان يرفض الفكرة. كانت ثنية تود أختها مين ميرة روح ابن ز این زاهر، وتحرص على زيارتها، ومبارك الذي يصغره بعامين، ريثما تذهب الأختان إلى بيت عمتهما عوشة، حيث يتسامر الثلاث حتى بعد صلاة العشاء، ثم تعودان لتحرير أم عبد الله ولدها وهو في حالةٍ أقرب إلى اليوم منها إلى النقطة، هكذا كانت تمضي أمسيات عبد الله الصغير، كما كان يناديه ابن زاهر، غدا الأمنيات القليلة التي يكون فيها والده قد عاد من السفر، فهو يأتي وحده إلى بيت خالته ميزة، وغالبا ما ينام فإن سقطت على رأسها كان القاذف ملكا، وإن سقطت على جنبها كان وزيرا، وإن سقطت على ظهرها كان لها، ويقوم الوزير بتنفيذ العقوبة. وهي تُحدثهم هل أعجبتكم (خروفة) الليلة؟ يا الله يا أولادي. ثُمَّ تُغَادِرُهُم اقتربت الشمس من البحر تأقبت ميزة لإنجاز أعمالها، كعادة أهل البلد، تنتظر دنو الأصيل، التفترش الخصير في صحن البيت، وبالقرب منه تغرز محلبة الصفيح في الرمل، كقاعدة تثبت فوقها ( يحلة ) الماء البارد والمُعطر أحضر خادم جبالا اشتراها من مراد النقال. وهو يهمهم سأصنع واحدة مثلها بهذه الجبال، يقول كلامًا غير مفهوم - نحن نفهمه. سيكبران يوما ما. نظر إليها شَيْرًا، وظل يُتابع ما بداء. ولكن يوم حسين لم يصل بعد، كانت العباءة الأزلية، تطرر نفسها بنحوم فضية، وهي تلحف الأرض بصير جميل، والفتر على عرشه الخشبي، تغلب عليه جواز الرجل والطفل. ويصدر من عادات ابن زاهر عندما يسرح بفكره، صوتا يشبه زقزقة العصافير، وقال كلاما في سره، ثم عراهما بعد هنيهة. وبقية من صخر تلفهما معا، أراد أن ينسى، فأخرج المذياع من محبيه وأداره كانت أم كلثوم تعني. أخذ يسعل تحت الضياء الواهن بينما ظل الصغير يُراقب تصرفاته استلقى على ظهره، خيرا. كان الصغير يقلب لسانه في بطء شديد، إلا أن خادم لم يَحْلُ لَهُ الوَضعُ، فَظَلَّ يَتَلَوْنُ إِمَّا جَالسًا، أو منبطحا على بطنه، أو نائما على حنيه، رافعا رأسه على راحته، ومستبداً بمرفقه إلى الأرض، وتذرع الصغير بالصبر، كان كل شيء فيها كما كان، إلى أن فقر خادم فجأة، دون أن يدخل عود ثقاب بين أسنانه هذه المرة، لا تخلص بسرعة. - وما عليك يا أبتاه! أبي يقول عنها ممتازقه - أعرف ذلك، ولكني أفضل حمدان الوطني - اسمح لي، وأخذ نفسًا عميقا إلى أن هدأت حالته ونسي، لم يطب له الحال بعد ذلك، فأخذ يتلقتُ ذات اليمين وذات النسار، وقال: لقد تأخرا كثيرا لم تلعب الليلة ملك أو وزير» ، ملك أو وزير، هذا يكفي، قل أخير عند حسين في يومه المبني على السحب. تركني الكلب أكابد الحزن بعد أن غمرني بالديون». صاحت أم كلثوم في غفوة الكلام أعطني حريتي أطلق بدي . فقال ابن زاهر وقد ظهر الغضب على وجهه: أعطني حريتي أطلق بدي هذا الكلام الزين . «أه من قيدك أدمى معصمي . لا شيء. لا محرد وجع - «وجع ! » - أي بني، لكنه ليس كوجَعِ الداء، إِنَّهُ أَشَدَّه بِالطَّبِعِ لَم يفهم الصغيرُ، بعد أن أفرع هموم العالم في آذانهما. 31 مَد خادم يده فأسكت الخشخشة، فضفن الوجود كله، أو هكذا تراءى للصغير، ثم نطق الوجود كله . ما يدري اقترب الطفل. قال ابن زاهر «أدن مني يا صغيري». ثم قال: أتعرف الظلم يا ولدي؟»، فأجاب الطفل «أسمع عنه، هُوَ يَمْلِكُ كُلِّ شَيْءٍ ونحن لا نملك ما نشد به الرمق تصاعد الدم في رأس ابن زاهر فأصبح كالمرحل، يصب الخير في جعبة حسين ويزداد أبوك فقرًا عَلَى فَقَرِهِ، وَدَيْنَا عَلَى دِينِهِ وَعِندما يمل منه، كُن بحارا - يا ولدي - فنحن كالسمك يُميتنا البعد عن البحر، ولكن لا تكن ثورًا يدور لصالح أَحَدٍ فَالتيرانُ يَحِبُّ سقطت السماء بفضياتها على الأرض.