والواقع أن الذي أثار القومية العربية وكان لهم اليد الطولى في الدعوة إليها في بلاد المسلمين هم نصارى العرب. وقد اندمجت الاشتراكية في الحركات القومية والوطنية وجاء البعثيون بشعار: "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" وكما قال لويس وغيره: "إن الغرب لا يريد أن تكون هناك رابطة أو جامعة إسلامية وإنما يكون المبدأ القومي هو الذي يجمع هذه الشعوب جميعاً". والفكر القومي يُعلي من شأن رابطة القربى والدم على حساب رابطة الدين ويزعمون أن رابطة الدين تمزق الأمة بسبب وجود غير المسلمين. وما أجمل وصف سماحة الأمام ابن باز لها بقوله يرحمه الله: "دعوة جاهلية إلحادية تهدف إلى محاربة الإسلام والتخلص من أحكامه وتعاليمه" ويدعو الفكر القومي إلى تحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان كما يزعمون. يُقال لهؤلاء جميهاً لقد ثبت بتجارب الأمم على مر التاريخ أن الذي يوحد الناس حقيقة ويؤلف بين قلوبهم ويجعلهم كالجسد الواحد إنما هو الالتزام بمنهج الله تعالى ودينه القويم.