4- كنجزلي ديفز: ويمكن أنْ نلخص أهم قضاياه النظرية على النحو التالي: 1- يرفض ديفز النظريات التي تحاول تفسير التغير الاجتماعي بالرجوع إلى عامل واحد فقط كالعامل الاقتصادي مثلاً أو العامل الثقافي. لأنها تحاول تبسيط الأمور وتتهرب من التفسيرات المعقدة وفيما يتعلق بتغيرات الخصوبة فهو يعترض على التفسيرات التي ترى أن هذه التغيرات تخضع لعامل اقتصادي بحت كقلة الموارد المتاحة. ويعترض كذلك على التفسيرات التي تعتمد على العامل الثقافي –دون غيره - كتلك التي تحاول تفسير السلوك الإنجابي بالرجوع إلى "النسق القيمي" السائد في المجتمع ، وهو يرى أنه لفهم التغيرات التي يتعرض لها المجتمع، يجب النظر إلى هذا الأخير على أنه يميل دائماً نحو التوازن الاجتماعي وأنَّ هذا التوازن الاجتماعي يتعرض دائماً لضغوط ومؤثرات قد تنبع من داخل المجتمع أو من خارجه أو تهدد توازنه وتهدم أحياناً هذا التوازن. والتوازن الذي يميل إليه المجتمع في نظر "ديفز" –ليس توازناً بين عدد السكان والموارد المتاحة- وهو ما اعتقده "مالتوس" ، أو بعبارة أخرى لتحقيق الأهداف الدينية والتربوية والفنية والترفيهية والسياسة التي يرمي إليها المجتمع. 2- ثم يفترض أنه إذا اختل هذا التوازن يميل السكان إلى التكيف مع هذه الظروف من خلال استجابات متنوعة كتأخير سن الزواج أو الالتجاء إلى الإجهاض أو إلى تنظيم الأسرة. وقد تحدث استجابة السكان على مراحل متعددة كأن يلجأوا في بادئ الأمر إلى تأخير سن الزواج، ثم يلجأوا مثلاً إلى الإجهاض، هذا وفي نفس الوقت الذي ارتفع فيه مستوى المعيشة ارتفاعاً كبيراً. أما السبب الحقيقي الذي أدى إلى هبوط عدد المواليد –على حد تقدير "ديفز"- فهو إمكانية الاستفادة من الرفاهية المتزايدة ومن الفرص الجديدة المتاحة فتزداد بالتالي تكاليف التنشئة الاجتماعية التي تهدف على إعداد الطفل للاستفادة من هذه الفرص الجديدة. ثم إلى التعقيم والهجرة الخارجية،