وكان هذا العصر رغم ما فيه من فتن وقلاقل سياسية من العصور الفاضلة، فشهد نشاطا منقطع النظير في الدعوة وطلب العلم وعمارة المدن الجديدة وزادت في أثنائه هجرة القبائل العربية للمدن، واختلط العرب بمن حولهم من الأمم. كما شاع الرخاء وتدفقت الأموال في يد الدولة والأمراء وطبقات عديدة في المجتمع، ولاسيما أهل الحجاز الذين حاول الخلفاء استرضاءهم بعد انتقال الخلافة منهم إلى الشام. وقد تشجع الشعراء وغيرهم على ارتياد قصور الخلفاء والأمراء والتكسب بشعرهم منهم، وقد عادت العصبية القبلية إلى سابق عهدها واستعر الهجاء القبلي بين كبار الشعراء ووظفت العصبية في خدمة السياسية.