لم يحظ مفهوم الأمن الفكري بتعريف متفق عليه لأنه من المفاهيم الحديثة وهو يعبر عن حصانة الأمة ضد ما يغزو فكرها واعتقادها, وزاد انتشاره أكثر إبان وقوع الأزمات الفكرية والاعتقادية, في سياق مواجهة الأفكار الضالة التي اتسمت بالغلو والتطرف في مجال العقيدة أو الفكر الإنساني المعاصر. والأمن الفكري في الأمة الإسلامية يعني: أن يعيش المسلمون في بلدانهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية، المنبثقة من الكتاب والسنة فمتى ما اطمئن المسلمون على خصائص ومميزات فكرهم، وأمنوا عليه من الفكر الدخيل فقد تحقق لهم الأمن الفكري ويعني حماية عقول أفراد المجتمع من كل فكر شائب ومعتقد خاطئ يتعارض مع العقيدة والمبادئ والقيم التي يدين بها المجتمع، وبذل الجهود من كل المجتمع من أجل تحقيق الحماية. وعليه فان الأمن الفكري هو تحصين وحماية الحالة العقائدية في حياة الإنسان المسلم عن كل ما يهدد بقائها واستمراريتها؛ ضد كل ما يسعى إلى زوبان هوية وثوابت الفكر، في فكر عقائدي وافد ودخيل. وتكمن أهمية الأمن الفكري في سعيه لمعالجة أسباب تفرقة الناس في الحياة وتنوع أديانهم وأعراقهم والوانهم وأهوائهم, ودفع بالحضارات القائمة في الدول للبحث عن وسائل وأسباب للحماية والأمن بكل أنواعه, فدأبت المجتمعات وأفرادها تبحث دوماً عن أسباب توسعة وسائل استجلاب الأمن([12]). كما تتجلى أهمية الأمن الفكري في أن الإسلام لا يقوم على شحن العقول,