يُرجّح أن عمالقة مصر والعراق كانوا من البدو الآراميين أو اللاوذيين، استنادًا إلى عدة أدلة: أولاً، ما ذكره يوسيفوس نقلاً عن مانيون، وما رواه العرب عن عمالقة مصر، حيث فسّرت كلمة "هيك شاسو" بمعنى "ملوك البدو". ثانيًا، تشير الآثار المصرية إلى مجيء الهيكوس من بلاد العرب. ثالثًا، أسماء سامية تنتهي بضم، وهي حركة إعراب رفع، مما يُشبه العربية والبابلية. رابعًا، لم يستخدم المصريون الخيل والمركبات إلا بعد دولة الرعاة، وقد غلبهم العرب. خامسًا، استمر العداء بين المصريين والعمالقة بعد خروجهم، وكان العرب يُهاجمون مصر ويُناصرون من يستنجد بهم، كما فعلوا مع الفرس. فإن كان مهد الساميين جزيرة العرب، فهم من هاجروا منها للشام والعراق وبقوا بدوًا، وإن كان منبتّهم بين النهرين أو غيرها، فقد وجدوا في القرن الرابع عشر أو الحادي عشر قبل الميلاد في بوادي الشام والعراق وسيناء ومصر، فاستوطن بعضهم المدن وظلّ البعض بدوًا حتى سيطروا على العراق في القرن الخامس والعشرون، ثم مصر في القرن الثالث والعشرون قبل الميلاد. قبل العمالقة، كان المصريون منعزلين، لكن بعد خروجهم أصبحوا أصحاب خيل ومركبات، متصلين بسوريا وفلسطين وجزيرة العرب وبابل.