روى عياض المجاشعي عن النبي ﷺ قوله في خطبة: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدًا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا". تُظهر هذه الأحاديث، شأنها شأن الآيات السابقة، وجود مكون فطريّ يدفع للتدين الصحيح غير المنحرف، والذي يتضمن معرفة الله تعالى؛ فلا يتصور تدين حقٌّ بدون هذا الأساس. بل الفطرة تقتضي إفراد الله تعالى في ربوبيته، واستحقاقه وحده للعبادة.