تؤثر عدة عوامل في لعب الأطفال، أهمها البيئة، الذكاء، والعمر. أولاً، البيئة: تحدد البيئة نوع اللعب، فالألعاب تختلف باختلاف الثقافات والحالة الاقتصادية. الألعاب التقليدية، حتى لو كانت بسيطة، ذات قيمة تعليمية وعلاجية واجتماعية، كما في لعبة "الغراب" الإيرانية التي تُعلم التصنيف والتعاون. تؤثر العوامل البيئية كالجغرافيا والظروف الاجتماعية – العسكرية على الألعاب، فالأطفال القرويون يتعلمون حماية الحيوانات، وأطفال المناطق الحدودية يتعلمون مواجهة الأعداء. حتى الهيكليات الهندسية القديمة، كالأزقة الضيقة، تُلهم ألعاباً كاللعب بالاختباء، وهي ألعاب قد تستمر ممارستها حتى في الأماكن المغلقة. لذلك، يجب توفير بيئات لعب مناسبة في المؤسسات التعليمية، كتخصيص مساحات للرمل، وتربية الحيوانات، وإنشاء مزارع صغيرة. ثانياً، الذكاء: يُمثل الذكاء قابلية التكيف مع البيئة، ويؤثر في اختيار الألعاب. الأطفال الأذكياء يميلون للألعاب الترميزية، ومتوسطي الذكاء للألعاب البسيطة، بينما قد يدمر الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية أو الجسدية ألعابهم نتيجة عجزهم عن التكيف. يُقاس الذكاء باستخدام معادلة حاصل الذكاء (IQ) التي طورها اشترن، والتي تعتمد على مقارنة العمر العقلي بالزمني. ثالثاً، العمر: يختلف لعب الأطفال باختلاف أعمارهم. الرضيع يحرك يديه ورجليه، ثم يحاول إخفاء نفسه. قبل المدرسة، يميل الأطفال إلى الألعاب الانفرادية المتوازية، وعند اقتراب المراهقة، يقل تنوع ألعابهم. يقسم بياجيه مراحل لعب الأطفال إلى: ألعاب حسية حركية (السنتين الأوليين)، ألعاب تخيلية رمزية (بين ٣ و ٦ سنوات)، وألعاب مقننة (٦ سنوات فما فوق).