إن الاختلاف الحاصل في الحمولة الفكرية والثقافية، ليؤكد بجلاء تنامي ظاهرة خطاب الكراهية، بحيث أضحت تجد لها موطئ قدم في مختلف وسائل الإعلام. نجد أن خطاب التعصب صار "ثقافة"، بتنا أمام كراهية مباشرة من خلال اعتداء جسدي مورس في غير ما مرة مباشرة في برامج على بعض الفضائيات. وبالتالي فإن الخطاب الإقصائي أصبح يشكل تعبيرا للعديد من الفئات الاجتماعية بمختلف ميولاتها وتوجهاتها الإيديولوجية، وصار المجتمع غالبا ما ينحو صوب تربية يغذيها الإعلام أولا، ثم التعليم ثانيا فالظواهر الاجتماعية ثالثا.لا شك أن الإقصاء الممنهج يشكل العنصر الأساس في تنامي خطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام، والتركيز على الخطاب الأُحادي الجانب يزيد من تأجيج لغة الخطاب التي تشكل أداة التواصل. وبالتالي فإن الحوار الذي يُميّز أو يُفرّق بين المؤيد والمعارض، يُصبح خطاب كراهية قد يصل إلى درجة التعصب، الأمر الذي ينعكس سلبا على المجتمع ويصبح ظاهرة اجتماعية وسياسية تزيد في تعميقها العملية التواصلية التي تُحدث شرخا بين المتحدثين. بل وتساهم في إظهار كراهية بين الفرقاء قد تصل درجة التحريض باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت وسيلة إعلامية متاحة للجميع.