كما نجد العديد من الدراسات التي تناولت موضوع الإدمان والمخدرات لدى المراهق تربط الامر ارتباطا وثيقا بمستوى تقديره لذاته ونضجه بشكل عام ومن جملة هذه الدراسات يذكر غانم 2005 أنه من أهم العلامات التي تنذر بالانتكاسة أي العودة للتعاطي بعد العلاج , إن الذات أحد المكونات الهامة في شخصية الفرد عامة والمراهق خاصة لإن المراهق الذي كوّن تصوراً واضحاً و إيجابياً عن ذاته يستطيع تحديد أهدافه بدون أن يتأثر بالضغوطات المختلفة, فالأسوياء لديهم مفاهيم واقعية عن ذواتهم ويعون عالمهم جيدا ويكونون منفتحين على كل الخبرات كما أنهم على درجة عالية من فهم الذات . ويرتبط هذا بمفهوم الذات الاجتماعية التي تعبر عن الصورة التي يحملها الفرد عن نفسه في سياق العلاقات الاجتماعية والتفاعلات مع الآخرين حيث تتأثر الذات الاجتماعية بالعوامل المحيطة بها مثل الثقافة والقيم والتوقعات المجتمعية , وفي المقابل المراهق الذي لديه تصور سلبي عن ذاته قد يتجه نحو الإنحراف بسبب المشاكل التي يواجهها وتقييمه المنخفض عن ذاته , و كلما ساهم الوالدين في التنشئة الصحيحة والرعاية السوية لأبنائهم ووفروا بيئة آمنة يسودها الجو العاطفي للأفراد إنعكس ذلك على نمو الأبناء بصحة نفسية وعقلية جيدة , فالمساندة الأسرية والمحيط السوي يلعبان دورا هاما في تشكيل شخصية الأبناء وقد أكد العالم راتود rathod ذلك من خلال دراسة الوسط الاسري الذي جاء منه المدمن حيث بينت ان نسبة كبيرة من المدمنين لهم وضع خاص في الأسرة و مثال ذلك أطفال ليس لهم آباء (غياب كلي للسلطة ) او آباء غير متوافقين ( غياب نسبي للسلطة ) وتمثيل سيء لها (سكيرين ,