من بين ركاب لوفتهانزا، والذين وصلوا إلى برلين النازية في الخامس من ابريل نيسان عام ١٩٣٩، وبكل ثقة وجد طريقه يسيرًا بين الحشود في المطار، وناشط إستقلال العراق وفلسطين ووحدة البِلاد العربية، كانت البداية لقاءه مع وزير الدعاية السياسية جوزيف غوبلز في عام ١٩٣١، أي قبل ان يصل هتلر إلى السلطة بعامين، ليجند دعم غوبلز لصحيفة العقاب التي سينشرها في بغداد عام ١٩٣٣. وهي إطلاق أول خدمة للغة العربية في إذاعة برلين، تكون منافسة لإذاعة (BBC) البريطانية في المنطقة. وعملَ مذيعًا في محطة إذاعة برلين العربية، مع الداعية السلفي محمد تقي الدين الهلالي المغربي، وكانَ يبدأ خطاباته بجملة (هنا برلين حيَّ العرب)، وامتاز بلكنته العربية الفصحى، ونبرة صوته القوية المبتهجة الفريدة من نوعها. ويدعوا للاستقلال من الإستعمار اليهودي والبريطاني والفرنسي والروسي، فقد طلبَ الجبوري من غوبلز أن يوافق على بث آيات من القرآن الكريم في بداية إرسال الإذاعة، الذي وافق عليه بعد أن شرح له يونس بحري أن بث القرآن الكريم سيجذب انتباه المستمعين العرب إلى إذاعة برلين، وترك الاستماع إلى إذاعة (BBC) البريطانية والتي كانت لا تذيع القرآن، فكسبت إذاعة برلين انتباه جمهور المسلمين وأصبحت المفضلة عند العرب، لم تكن تبدو تلك العبارة غريبة على الأسماع، فقد بقيت في أذهان العرب وذاكرتهم، وبهذه العبارة المدوية (هنا برلين حيَّ العرب) افتتحتُ الإذاعة العربية من محطة الإذاعة الألمانية في برلين، وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم ٧ نيسان/أبريل من عام ١٩٣٩،