المداخل الأساسية في بحوث الصحافة صحافة مطبوعة والكترونية المحاضرة السابعة: مدخل الممارسة المهنية والمدخل اللغوي في بحوث -1- مدخل الممارسة المهنية أ- مدخل الممارسة المهنية خلفية نظرية وهو ما يتيح إمكانية بحث ودراسة الظاهرة الصحفية في متعلقها المهني هذا الأخير الذي يتشكل بفعل تضافر عدة عوامل لعل أهمها التنظيم الإداري في المؤسسة الصحفية وخطها الافتتاحي وقنوات الاتصال في هذا التنظيم والمستوى التعليمي والمهني للصحفيين وكذا كل مستويات الضغوط المهنية الداخلية والخارجية . الخ. وهو ما يؤكد حقيقة أن مخرجات العملية الصحفية لا تتأثر فقط بتأثيرات البيئة أو السياق الاجتماعي والنظم التي تنتمي إليها، ولكنها تتأثر أيضا بدرجة كبيرة باتجاهات الممارسة المهنية في المؤسسات الصحفية ذاتها، والتي تتأثر أيضا باتجاهات التنظيم وبنائه وأهدافه في داخل هذه المؤسسات. مما يثير البحث في هذه الاتجاهات والعوامل المؤثرة فيها وأثرها في العملية الصحفية ومخرجاتها". ويُعتبر مدخل الممارسة المهنية في الدراسات الصحفية من المداخل التي يُعتبر القائم بالاتصال مجالا رئيسيا للبحث باعتباره المسؤول الأول عن الإعداد الفني والإعلامي للمحتوى الصحفي، ولعل أبرز النظريات التي أطرت بحوث ودراسات القائم بالاتصال واهتمت ببحث دوره في بناء المؤسسة الصحفية ب اتجاهات الدراسات الصحفية ضمن مدخل الممارسة المهنية: يمكن طرح عدة إشكاليات تنتمي إلى مدخل الممارسة المهنية والتي يمكن تصنيفها في اتجاهين اثنين هما: 2 - المدخل اللغوي في بحوث الصحافة أ- المدخل اللغوي: خلفية نظرية تكتسي الرسالة بوصفها عنصرا من عناصر العملية الصحفية أهمية بالغة باعتبارها نقطة اللقاء بين عناصر العملية من جهة، في نقل المعلومات ولكنها تعمل كثير لتحقيق استجابات معينة" في هذا الإطار يتم مقاربة الرموز اللغوية التي يحتويها المضمون الصحفي من خلال دراسة المعاني الضمنية التي تحملها، وبحث درجة التوافق في المعنى بين كل من المرسل والمستقبل. وهو ما ظهر في دراسات العديد من الباحثين في علم الاجتماع وعلم النفس اللغوي وعلم الدلالة حيث يتفق علماء الاجتماع وعلماء علم النفس الاجتماعي على أن الاتصال لم يكن ممكنا بين البشر دون الاتفاق على معان موحدة للرموز"، وبالتالي كلما اتسع إطار المعاني المشتركة كلما تشابهت الاستجابات في عمليات التفاعل الاجتماعي المختلفة". وتبرز في هذا السياق نظريات المعرفة الإدراكية التي تعتقد أن الأفراد يستخدمون الرموز اللغوية ويفسرونها ويطورون سلوكيات استجابة تجاهها اعتمادا على المخزون الإدراكي الذي يكونونه من العالم المحيط بهم. كما تم الاهتمام بالدلالة من خلال دراسة العلاقة بين الرمز والمعنى في إطار النظريات الخاصة بالسيميولوجيا وعلم الدلالة، حيث تدرس الدلائل والرموز اللفظية وغير اللفظية التي يستخدمها الأفراد بغرض التواصل وتقدم نظرية معالجة المعلومات تفسيرا إضافيا لبناء المعنى والدلالة للرموز التي يتعرض لها الفرد في حياته اليومية، وذلك في إطار الآليات الوظيفية للطريقة التي يقوم بها الفرد بوضع المعاني والتفسيرات الخاصة بالتدفق المعرفي الذي يستقبله كل يوم. يتأسس المدخل اللغوي على عدد من النظريات التي تهتم ببحث آليات بناء الرسالة الإعلامية اعتمادا على رموز ذات دلالات هادفة في إطار ما يعرف ببناء الرسالة الإقناعية، الموضوعات . وهذه النظرية عن تركيب المعنى . تتعلق بالواقع كما تصوره وسائل الإعلام وتطور المعاني الذاتية وتأثيرها على السلوك"