القضية النقدية التي سأدرسها هي "التأثير الأجنبي على النقد العربي القديم". سأقوم بتحليل هذه القضية من خلال محورين، : أ- التعريف بالقضية وأسباب ظهورها في النقد العربي القديم: يرجع ظهور هذه القضية إلى عدة أسباب، ومنها: 1. التغيرات الثقافية: تعرضت المنطقة العربية لتداخل ثقافي كبير خلال العصور القديمة، تأثر النقد العربي بمصادر مثل الأدب اليوناني والفارسي والسرياني. 2. الترجمة والاستعارة: شهدت الدولة العباسية في العصور الوسطى نهضة في عمليات الترجمة، حيث تم ترجمة العديد من الأعمال الأدبية والفلسفية من اللغات الأجنبية إلى العربية. 3. الثقافة الإسلامية: اعتنقت العربية الإسلام في القرون الوسطى، وهو ما أدى إلى تأثير الثقافة الإسلامية على النقد العربي. تأثر النقاد العرب بالعقائد والقيم الإسلامية في تقييمهم للأعمال الأدبية. ب- أبرز النقاد القدامى المشاركين في دراسة هذه القضية ومواقفهم المختلفة منها: 776-868م): كان من أوائل النقاد الذين تناولوا قضية التأثير الأجنبي، وعبّر عن قلقه إزاء تأثير الأدب الفارسي واليوناني على الأدب العربي. أشاد بالثقافة الأجنبية واستخدم بعض التقنيات الأدبية الأجنبية في مؤلفاته الخاصة. انتقد استخدام الكلمات الأجنبية والمصطلحات اليونانية والفارسية في الأدب العربالمختص بالنقد العربي. 3. الفارابي (أبو نصر محمد الفارابي، وأن التأثير الأجنبي يمكن أن يثري الأدب العربي بأفكار جديدة. رأى أن النقاد يجب أن يستخدموا العقل والمنطق في تقييم الأعمال الأدبية بغض النظر عن أصولها. 4. الجواهري (عبد القاهر الجواهري، 1075-1160م): كتب الجواهري في كتابه "السلوك لمن سلك طريق الانتقاد" عن أهمية الثقافة الأجنبية في تطوير النقد العربي، أعتبر أن النقاد العرب يجب أن يحافظوا على هويتهم العربية ولكن يستفيدوا من التجارب الأدبية الأخرى.