لخص هذا النص في فقرات كأنه مقال التي عمّت عشرات المدن الأميركية احتجاجا على مقتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد على يد رجال شرطة بيض بولاية مينيسوتا، كلمة "الموريش" قدمت عناصر إجابة للباحثين عن سر هذا المشهد المثير. حيث أعلن مؤسس الطائفة نوبل درو علي في العام 1913 نفسه نبيًّا وأسس معتقدا يخلط بين مبادئ الإسلام وطقوس المسيحية. المتتبع لنشأة هذه الطائفة مع بداية القرن العشرين يدرك أنها ظهرت في ظروف صعبة كان يمر بها السود بأميركا، مما يرجح أن تكون ردة فعل طبيعية لإثبات أنهم ليسوا زنوجا، وبالتالي يجب أن يعاملوا على قدم المساواة مع سكان الدولة شأنهم شأن باقي الأعراق الأخرى. ولد درو علي في ولاية كارولاينا الشمالية بشرقي الولايات المتحدة سنة 1886، تقول بعض المصادر إنه في السادسة عشرة من عمره عمل ساحرًا في سيرك، حيث التقى برجل متصوف ادعى أنه علمه حقائق كان يجهلها عن القرآن وغيرها من مبادئ الإسلام. وبعد عودته لأميركا ظلت فكرة النبوة تعتمل في ذهنه حتى صدح بها إثر رؤيته حلما قيل له فيه "يجب عليك تأسيس دين جديد لرفع البشرية المنهارة". خصوصًا في ولايات نيوجرسي وميشيغان (ديترويت) وفي نيويورك وفيلادلفيا، وأخيرًا بولاية إلينوي (شيكاغو) التي انتقل للعيش فيها عام 1925. وتعاملت معه شرطة شيكاغو بوحشية ثم أفرجت عنه، ولم يلبث إلا قليلا حتى توفي يوم 20 يوليو/تموز من السنة ذاتها. ويشير موقع الموسوعة البريطانية في تعريفه بها إلى أن وفاة زعيمها وما تلاها من خلافات وانشقاقات داخلية أفضت إلى تأسيس جماعة ثانية تعد أشهر جماعات السود الأميركيين وأكثرها نفوذا وثروة في الولايات المتحدة، تقوم مبادئ ديانة الموريش على خمسة أركان هي: الحب والحقيقة والسلام والحرية والعدالة، كما يدعون امتلاك "آيات سرية" من القرآن، في الليل والنهار من خلال نبيه المقدس درو علي. تزدان معابد الموريش ومواقعهم بالعلم الأحمر ذي النجمة الخماسية الخضراء، أما نساؤهم فلهن حجاب خاص يميزهن عن باقي النساء من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، يتمثل في عمامة رأس سوداء أو حمراء عوض الحجاب التقليدي، وإذاعة وقناة يوتيوب اسمها "صوت مغاربة أميركا" (The Voice Of Moorish America)، لهذا تراهم يفتخرون بلبس الطربوش المغربي الفاسي ويمارسون أغلبية تقاليد المغرب الأصيلة. ويتفاخرون بإظهاره في كافة المناسبات الدينية والوطنية الخاصة بهم. التي تشير بعض المصادر إلى أن اسم الطائفة ربما يكون مشتقا من اسمها. وتحديدا "الإمبراطورية المغربية" (Moroccan Empire) التي تشمل الرقعة الجغرافية لدولة المغرب حاليا وصولا إلى نهر السنغال وأجزاء من النيجر ومالي وتشاد، حتى جاء الأوروبيون بعد عقدهم صفقة مع سلطان المغرب باستئجار أراضي الولايات المتحدة وفقا لعقد محدد لمدة 50 سنة من أجل استغلالها فلاحيا، والذي استولى على قصر "بيثيسدا" غير المأهول في واشنطن (مساحته 35 ألف متر مربع وقيمته حوالي 7 ملايين دولار)، باتلر لامونت برر ملكيته للقصر بأن جزءا كبيرا من أميركا تابع للإمبراطورية المغربية، وعليه فإن الموريش هم الورثة الشرعيون لتلك الأراضي بما فيها من عقارات. وأثناء مرافعته تحدث عن مراحل حياته من دراسة ووظيفة وكيف أنه بحلول 2006 بدأ يبحت عن إجابات عديدة لأسئلة في حياته ووجدها في دراسة تاريخ المغرب وأميركا. وهو ما رد عليه القاضي الأميركي تيرانس ماكغان بالقول "وفق قوانينك فإن كل منزل لك الحق فيه وتملك أميركا بأكملها. لأنهم يربطون في أدبياتهم بين وصولهم للعالم الجديد بالحملة التي قام بها السلطان المغربي السعدي أحمد المنصور الذهبي إلى بلاد السودان الغربي (أجزاء من تشاد ومالي والنيجر) سنة 1571، لكنه يستطرد مؤكدا أن الموريش يربطون في استشهاداتهم على أسبقية وصول أجدادهم إلى أميركا بوصول المغربي سعيد بن حدو، الذي وصل المنطقة واختلط بالساكنة المحلية -خاصة في ولاية أريزونا حاليا- وارتبط بقبائل الهنود الحمر واستقر هناك.