إن المتأمل للإدارة من منظور إسلامي يجدها بطبيعة الحال تستند في كل الأحوال وكما سبق التوضيح إلى المرجعية الإسلامية وأهمها كتاب الله الكريم وسنة نبيه ونحن نتحدث عن الإدارة - أن نتبين بعض المبادئ التي تعمل في إطارها الإدارة التربوية القرآن الكريم عليها وأمرهم شوري بينهم "الشورى آية ۳۷ وشاورهم في الأمر " آل عمران آية ۱۵۸ ، و قد أكدت الأحاديث النبوية هذا المبدأ فمن قوله : " إن ربي تبارك وتعالى استشارني في أمتي " الشورى ، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحدا قط أكثر شوري لأصحابه رسول الله. ۲ - المشاركة في المسئولية القيادة فالكل مسئول يشاركه المسئولية، يقول عليه الصلاة والسلام " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته ، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته " ٣- التنظيم وتقسيم العمل: فقد استعمل الرسول ل علي بن أبي طالب كاتبا للعهود إذا عاهد أحدة كما كتب له آخرون وكان صاحب سره حذيفة بن اليمان ، وأمين الأختام الحارث بن عوف ، ومن بن الربيع بن صيفي الذي عرف باسم الكاتب لأنه كان خليفة كل كاتب من كتاب النبي يغيب عن عمله. وكان معیقب بن أبي فاطمة يكتب مغانم الرسول ، وكان عبد الله بن الأرقم يجيب الملوك عن الرسول ﷺ ، والزبير بن العوام وجهيم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات والمغيرة بن شعبة وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه برزت الجوانب التطبيقية لمبادئ الإسلام من حيث الجانب التنظيمي فلقد نشأت في عهده فكرة فصل الجباية عن الجانب القضائي أو التنفيذي ، فقد كان الجباة يعينون مستقلين عن الولاة وكذا عن القضاة وقواد الجيش ويتولى هؤلاء العمال الصرف على الجند والمصاريف الأخرى التي يأمر بها الخلفاء ثم يرسلون الباقي إلى دار الخليفة ليضم إلى بيت مال المسلمين. ربط الجباة بالقضاء أو الولاة أو قواد الجيش يحقق العدالة والرقابة الداخلية بحيث لايخضع جابي الأموال لرغبات الوالي أو الأمير. هو أن يعهد صاحب السلطة ببعض اختصاصاته إلى عضو إداري آخر أو إلى أحد مرؤوسيه ليمارسها دون الرجوع إليه مع بقاء مسؤوليته عن تلك الاختصاصات المفوضة، والتفویض نظام فرضته تطورات الحياة التي نمت وتتم ممارسة تلك الاختصاص من غير صاحبه الأصلي تحقيقا لمبدأ سير الإدارة العامة ولمواجهة حالة غياب الأصيل المتوقعة، وأن المفوض مسئول عن حسن اختيار من فوضت إليه السلطة أدائه وحسن وكان ؟ يتولى أمر ما يليه بنفسه، ويولي فيما بعد عنه ، فولى على مكة عتاب بن سعید بن العاص، وبعث عليا ومعاذ بن حبل، وأبا موسى الأشعري إلى اليمن، وفي غزوة الإيواء استخلف سعد بن عبادة وفي غزوة بواط استخلف سعد معاذ واستخلف عثمان عفان في غزوتي غطفان وذات الرقاع. ولم يضع عليه السلام قاعدة لاختيار من سيخلفه فقد استخلف ابن أم مكتوم وهو أعمى إحدى عشرة مرة. کعب ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ومن أراد أن يسأل عن الفرائضفليأت زید بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله جعلني له 5- طاعة ولي الأمر وينبثق وهذا مبدأ أساسي اعترفت وعملت به المجتمعات القديمة والحديثة على أن هذه الطاعة تظل التزاما ما دامت الحكومة لا تبيح لنفسها ما حرمته الشريعة ولا تحرم ما الا وهو ما حللته 6- مبدأ الحوافز في محيط العمل ومضاعفة الجهد لتحقيق الرخاء والكسب والرضا وحفزهم على التفوق والطموح بإعطاء كل مجتهد جزاء اجتهاده من تراث الحياة خالد خليل الطاهر: نظام الإدارة وتنظيم النشاط الإنساني في الإسلام، ويقصد بالقدوة السير والاتباع على طريق المقتدي به وقدوة والأسوة السيئة: وتعني السير في المسالك المذمومة واتباع أهل السوء والاقتداء من غير حجة أو برهان. من مرؤوسيه وتجده يأتي متأخرا . ؟ وقد يفسر ذلك المثال وما يرمز إليه لماذا نجح المصطفی ة في قيادة الأمة ، ۸- سياسة الباب المفتوح ولا نجد هناك من يحجر على رأي أو يمنع من وصول المشاكل والاقتراحات الأولي الأمر ، وبالطبع سيؤدي ذلك إلى عدم الانفراد بالرأي من قبل أولي الأمر بل وسيتيح هذا المبدأ بيانات ومعلومات قلما يوفرها مصدر آخر. رابعا : خصائص ( سمات الإدارة التربوية من المنظور الإسلامي : وهنا نؤكد أن هذه الأسس هي التي تشكل الإدارة من المنظور الإسلامي، وبصفة عامة يمكن رصد عدد من الخصائص التي تتميز بها الإدارة من المنظور الإسلامي كالتالي: دعم تعاون مجالس الآباء والمعلمين في تنمية العملية الإدارية : وذلك المصداقا لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى 4 سورة المائدة آية ، والتمسك به يعني توثيق العلاقة والرابطة بين الاختصاصين التربويين من المعلمين وأولياء الأمور وصولا إلى القصد والغاية من هذا التطوير المستهدف . الأخذ بروح العلم وأساليبه، فقد أكدت الشريعة الإسلامية في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ضرورة الأخذ بالعلم وأساليبه وذلك مصداقا وفي مجال الإدارة التربوية يجب الأخذ بتكنولوجيا الإدارة كتحليل النظم ونظام المعالجة للمعلومات للنهوض بالعملية الإدارية. ٢-الامور هيالعزوف عن التوبة: وهذه الخاصية تمثل نموذجا حيا لمراجعة الذات لنفسها وهي تتضمن ثلاثة الخطأ والندم على إتيانه والعزم والإرادة على عدم الرجوع إليه مرة أخرى مصداقا لقوله تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أية المؤيئون لعلك تفلحون النور ۳۱) وقول رسول الله : ( التائب حبیب الله والتائب من الذنب كمن لا ذنب له"، وعلى هذا الضوء فإن على المدير أن يراجع سلوكياته وأن يقيمها باستمرار وصولا إلى المستهدف من النهوض بالعملية التعليمية.