تشكل حلف القواسم من القبائل العربية التي أقامت في المنطقة الواقعة بين رأس مسندم ودبي ، ودانت بالولاء لشيخ القواسم الذي اتخذ من رأس الخيمة مقرا له . اعتمد القواسم في اقتصادهم على البحر حيث مارسوا فيه نشاطهم الملاحي والتجاري ، وكانوا يقومون برحلات بحرية إلى الهند وشرق أفريقيا . وشكل القواسم في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي أكبر قوة عربية في المنطقة ، وامتد نفوذهم ليشمل عدة مدن في الساحل الشرقي للخليج العربي . وبفضل قوتهم البحرية تحكم القواسم بمضيق هرمز ، ويشكلون خطرا على علاقاتهم التجارية ، وعلى حركة الملاحة في المحيط الهندي . بعد أن أحكم الإنجليز سيطرتهم على موانئ الهند أخذوا يطالبون السفن التجارية التي تتردد على هذه الموانئ بتصاريح إنكليزية تمهيدا لبسط سلطتهم المطلقة على حركة الملاحة في المحيط الهندي ، وعملوا على الحد من نشاطهم البحري في المحيط الهندي ، وتوجيه التهم إلى القواسم في الأحداث البحرية التي كانت تقع في المحيط الهندي . وكان هدف بريطانيا هو تعزيز سيطرتها على حركة الملاحة في المحيط الهندي ، والسعي للسيطرة على منطقة الخليج العربي . وقد قامت شركة الهند الشرقية البريطانية بعقد اتفاقيات تجارية مع كل من سلطان مسقط عام 1798 شملت عدة بنود ، كان من أهمها : إبعاد الفرنسيين من جميع أراضي عمان ، كما تمكنوا من عقد اتفاقية مع إيران عام 1801 ضمنوا من خلالها تعزيز وجودهم في الخليج العربي وإبعاد خطر الفرنسيين عن المنطقة . فإنها واجهت مقاومة شديدة من قبل القواسم ؛ فقد استمر نفوذهم القوي المسيطر على حركة التجارة في الخليج العربي ، فعهدت إلى المقيم البريطاني ديفيدستون ، والقبطان ديفيد روس قائد السفينة الحربية الملكية ، وبعد ذلك جرت محادثات بين القواسم ، وقد أثبتت الأحداث أن القواسم وعرب الخليج لا ينوون مهاجمة السفن البريطانية ، وللقضاء على قوة القواسم الذين كانوا في تلك الفترة يشكلون القوة العربية الكبيرة في الخليج ، فاتخذت بريطانيا قرارا بإرسال حملة عسكرية في سبتمبر عام 1809 هدفها الرئيس الهجوم على رأس الخيمة ، وحرق جميع السفن الراسية على الميناء وتدميرها . وواجهت مقاومة باسلة من القواسم وأهالي المنطقة ، وتم إنقاذ القسم الأكبر من أسطولهم البحري 63 وفي عام 1814 عقد القواسم والسلطات البريطانية متمثلة بشركة الهند الشرقية اتفاقية نصت مقدمتها على رغبة الطرفين في إقامة علاقات صداقة ، إلا أن الهدف من وراء ذلك كان السيطرة على منطقة الخليج العربي . وبناء على تعليمات الحاكم العام للهند ، وقد رفع تايلور هذا التقرير في صيف عام. 1818 وبدا واضحا أن سلطات الهند البريطانية أخذت في الإعداد لهجوم مسلح على معاقل القواسم ؛ التدمير قوتهم البحرية على الرغم من المحاولات التي قام بها القواسم للتقرب من الحكومة البريطانية وتأكيد رغبتهم في التوصل إلى اتفاقية سلام مع بريطانيا . الحملة العسكرية البريطانية ضد القواسم ( 1819 - 1820 ) وفي يناير عام 1820 جرى التفاوض بين قائد الحملة ، وشيخ أبوظبي شخبوط بن ذياب ، وشكلت تحولا كبيرا في تاريخ المنطقة ، وأصبحت الأساس الذي استندت عليه بريطانيا فيما بعد في سيطرتها السياسية ، وقد تضمنت المعاهدة العامة ( 11 ) مادة ، كان من أهم نتائجها أنها أعطت الحق للسلطة البريطانية الفصل في جميع المنازعات التي تحدث في الخليج العربي ، وتعيين مقيم بريطاني ، وإقامة قاعدة حربية دائمة في المنطقة . وفي عام 1823 تم تعيين وكيل سياسي في الشارقة ، مهمته رفع تقارير مفصلة إلى المقيم البريطاني في الخليج العربي بكل ما يحدث ، وكان يشكل حلقة الوصل بين شيوخ الإمارات والسلطة البريطانية . معاهدة السلام الدائم في البحر وفي عام 1843 تم الاتفاق على توقيع معاهدة الهدنة البحرية لمدة عشر سنواتبحضور المقيم البريطاني هينل ، والشيخ عبد العزیز بن راشد حاكم عجمان . وزيادة تدخلها في الشؤون الداخلية للإمارات ، وإطلاق اسم ” الساحل المتصالح ، وفي عام 1858 تم إلغاء شركة الهند الشرقية ، وتأسيس وزارة شؤون الهند التي أصبحت مسؤولة عن كامل إرث الشركة ، ونائب الملكة فكتوريا ( ملكة بريطانيا العظمی ) في الهند . وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ، ظهرت قوى عظمى منافسة لبريطانيا في المنطقة حيث حاول الألمان و الفرنسيون بناء علاقات تعاون مع حكام الخليج العربي ، فسارعت بريطانيا إلى عقد اتفاقية جديدة معهم عام 1892 عرفت باسم المعاهدة المانعة ، وتعهد فيها الحكام عن أنفسهم ، وكان من نتائج هذه المعاهدة ، وتنظيم السلطة في جميع مناطقها ، كما اتسع نفوذه ليصل إلى الإمارات الأخرى ، كما حاول توحيد جميع الإمارات تحت زعامته ، وقد ساعدت الحرب العالمية الأولى بريطانيا على تقوية نفوذها في منطقة الخليج العربي بعد هزيمة ألمانيا ، وقيام الثورة البلشفية في روسيا ، وأصبحت منطقة الخليج العربي بموقعها الجغرافي المتميز همزة الوصل بين أوروبا وكل من الهند وشرق آسيا وأستراليا ، وتم التوقيع بين الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة والحكومة البريطانية اتفاقية الطيران في يوليو 1932 ، ثم تبعه فتح مطارات في كل من جزيرة صير بني ياس عام 1935 ودبي ورأس الخيمة عام. 1937 وخلال الفترة ما بين 1936 و 1939 م وقبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية أنشأت الحكومة البريطانية شركة تطوير بترول الساحل المتصالح المحدودة ( . PDTCL ) ، التي قامت بتوقيع امتیازات للتنقيب عن النفط مع جميع حكام الإمارات مدتها 75 سنة لسد المنافذ أمام دخول شركات نفط منافسة . وخلال الحرب العالمية الثانية ، شددت بريطانيا قبضتها على منطقة الخليج العربي ؛