كان من إنجازات هذا الوزير أنه أول من هندس حروف الخط العربي، ووضع لها القوانين والقواعد، وإليه تنسب بداية الطريقة البغدادية في الخط، وأول من كتب مصنفاً في الخط العربي ذكر فيها مصطلحات هذا العلم البديع، مثل مصطلحات ” حسن التشكيل” وهي التوفية، ومصطلحات “حسن الوضع ” وهي : الترصيف،كما أنه وضع قواعد دقيقة في ابتداءات الحروف وانتهاءاتها، وفي أصناف بري القلم، يقول إدوارد روبرتسن “إن ابن مقلة قد اخترع طريقة جديدة للقياس عن طريق النقط، فقد جعل من حرف الألف الكوفي مستقيماً بعد أن كان منحنياً من الرأس نحو اليمين كالصنارة، وخطا ابن مقلة خطوة أخرى، وأخذ الخط الكوفي كقاعدة، وأخرج من هذه الحروف اشكالاً هندسية، وبذلك أمكنه قياس هذه الحروف “.وابن مقلة هو الذي هندس الحروف وأجاد تحريرها وعنه انتشر الخط في مشارق الأرض ومغاربها، مما يعني أن خطه اتسم بالجمال البديع وذاع صيته في الدنيا، وبلغ به درجة عالية في نفوس الناس حتى وصفوه بأنه أجمل خطوط الدنيا، وقال عنه ياقوت الحموي “كان الوزير أوحد الدنيا في كتبه قلم الرقاع والتوقيعات، ولا يسمو إلى مساماته ذو فضل بارع “، وقال الثعالبي أيضاً “خط ابن مقلة يُضرب مثلاً في الحسن، وما رأى الراؤون بل ما روى الراوون مثله!”