السجع: هو توافق العبارات أو الجمل في نهايات الفواصل أو هو الكلام المقفى غير الموزون الذي ارتبط في الجاهلية بشريحة الكهان.والكهّان عند العرب طائفة ذات قداسة دينية، شأنهم شأن الحكام في المنافرات. وكانوا يشغلون الوظائف الدينية في أماكن العبادات و يزعمون الاطلاع على الغيب، وأن لكل منهم رئيّاً - أي صاحباً من الجن - يعرف الكاهن عن طريقه ما سيكون من أمور. ولتحقيق هذه الغاية كانوا يعمدون إلى السجع في لغة غامضة مؤلفة من ألفاظ غريبة ومعان معقدة وعبارات صعبة مبهمة ؛ لإيهام السامعين أنهم يتلقون ذلك من مصدر مجهول يرتبط بالغيب ، وكان الناس يتوافدون على هؤلاء الكُهّان من مختلف الجهات فيحكمونهم في منازعاتهم، ويستشيرونهم في أمورهم الخاصة وما ينوونه من أعمال،وقد ظهر في العرب عدد من هؤلاء الكهان، .ومن النساء الكاهنات: فاطمة الخثعمية،خصائص أسجاع الكهان :ـأما من خصائص أسجاع الكهان فإنها - في جملتها - كلام عام، لا يرشد السامع إلى حقائق جلية، وإنما يضعه في الغموض والإبهام، وقصر الجمل لإلهاء السامع عن تتبع ما يلقى إليه من الأخبار الغريبة، وجعله في حالة نفسية مضطربة تساعد الكاهن على الوصول إلى ما يريد، وتأويل ما يسمعه بحسب حالته ومدى فهمه.كما يلاحظ في نصوص الكهان أنها تحمل طابع التكلف الشديد في سجعها ولهذا لا يطمأن إليها كلها، فربما شاب بعضها الوضع والنحل، وربما كان بعضها محفوظاً صحيحاً، أما سبب دخولها في النثر الفني فهو قيامها على السجع في عباراتها .من نماذجه قول الكاهنة عفيراء في تفسير رؤيا (مرثد بن كلال): ( رأيتَ أعاصيرَ زوابعْ بعضُها لبعضٍ تابعْ ، يقفوها نهرٌ متدافعْ ، وسمعتَ فيما أنتَ سامعْ دعاءً ذي جرسٍ صادعِ: هلموا إلى المشارعِ رويٍ جارعٍ وغرقٍ كارعٍ ).قال الملك : أجل هذه رؤياي ، فما تأويلها يا عفيراء ؟ والنهرُ: عِلمٌ واسعٌ ،