أصبحت تنمية الموارد البشرية في العقود الماضية أسرع مجالات التنمية الإدارية تطوراً، وذلك بسبب الاهتمام الكبير من قبل المؤسسات في ظل المنافسة الشديدة والتغيرات الحاصلة في بيئة الأعمال. تتضمن تنمية الموارد البشرية زيادة المعرفة والقدرات والمهارات للقوى العاملة لتمكينها من العمل بفعالية في جميع الظروف، ويتم اختبارها وقياسها بشكل مستمر لزيادة كفاءتها الإنتاجية إلى أقصى حد ممكن. تعرف استراتيجية تنمية الموارد البشرية، كما ذكرها والتون عام 1999، بأنها "عملية إدخال وتعديل وتوجيه العمليات بطريقة تضمن تجهيز جميع الأفراد والفرق بالمهارات والمعرفة والكفاءات التي يحتاجونها لأداء المهام الحالية والمستقبلية التي تتطلبها المنظمة." بينما عرّف هاريسون عام 2000 هذه الاستراتيجية بأنها "التنمية التي تنبثق من رؤية واضحة لقدرات الأفراد وتعمل في إطار الاستراتيجية العامة للعمل." تُعد استراتيجية تنمية الموارد البشرية مجموعة من الأنشطة المخططة والمنظمة التي تُصممها إدارة الموارد البشرية وفقاً للاستراتيجية العامة للمؤسسة، وتهدف إلى توفير الفرص اللازمة لتعلم المهارات الضرورية لأعضاء المؤسسة لمواكبة متطلبات العمل الحالية والمستقبلية. باختصار، يمكن تعريف استراتيجية تنمية الموارد البشرية بأنها مجموعة الأنشطة التي تُركز على إعداد وتهيئة الأفراد للعمل المستقبلي على المدى البعيد، مع زيادة قدرات العاملين على أداء أعمالهم الحالية في إطار خطة تتوافق مع الاستراتيجية العامة للمؤسسة. تكمن أهمية استراتيجية تنمية الموارد البشرية في إنشاء إطار متماسك وشامل لتطوير الأفراد من خلال خلق ثقافة التعلم وبناء استراتيجية للتعلم التنظيمي والفردي. ويهدف هذا إلى زيادة قدرة الأفراد العاملين، حيث تعتبر الموارد البشرية في المؤسسة المصدر الرئيسي للميزة التنافسية. لذلك، فإن الهدف الحقيقي لاستراتيجية إدارة الموارد البشرية هو توفير بيئة تُشجع الناس على التعلم والتطور. تتمثل الفوائد الرئيسية لتنمية الموارد البشرية في: * **زيادة الإنتاجية:** من خلال الأداء الكفء والفعال للأفراد. * **زيادة قيمة وقدرة الأصول البشرية بالشركة.** * **توفير فرص للتعيين:** من خلال تأهيل الموظفين الحاليين لشغل المناصب الشاغرة. * **صنع قادة محتملين للمستقبل.** * **تحفيز الأفراد:** من خلال إمدادهم بالمهارات اللازمة للقيام بالمهام الموكلة إليهم. * **المساعدة في التقليل من دوران العمالة:** من خلال الاحتفاظ بأفراد متحفزين ومهتمين بوظائفهم مع إمكانية التقدم والتطور. * **توفير الاستقرار الوظيفي:** لتلبية حاجات وشروط مختلف مشاريع المؤسسة.