الذي جاء كضابط سياسي إلى أبوظبي عام 1958، إمارة أبوظبي في ذاك الوقت؛ مشيراً في مذكراته التي وردت في كتاب «ذكريات الإمارات»، إلى أنه على الرغم من كبر مساحة إمارة أبوظبي كان عدد سكانها قليلاً، تقريباً 25 ألف نسمة، استقر منهم ما يراوح بين 10 و15 ألف نسمة في مدينة أبوظبي، وعاش الباقون في تجمعات في ليوا وواحات البريمي الست، وبعد ذلك بـ10 سنوات ازداد عدد السكان ليصل إلى 180 ألف نسمة. ويوضح ورسنوب أن الغوص بحثاً عن اللؤلؤ كانت الحرفة الأساسية على مدى قرنين تقريباً، لكنها أخذت في الاضمحلال بعد بدء أعمال التنقيب على النفط على الشواطئ وقبالتها معاً. ولم يكن هناك إلا القليل جداً من الزراعة وبعض أشجار النخيل، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الإبل، لم يكن هناك ميناء أو مراسٍ تستوعب السفن الكبيرة، ولكن كانت مراسٍ صغيرة مبنية من الحجر تستخدمها السفن الصغيرة (الدهو) وقوارب الصيد. لافتاً إلى أنه لم تكن هناك أي مرافق أو خدمات في المدينة مثل الطرق أو الهاتف أو الكهرباء، أو خدمات بريدية أو مصرفية أو طبية، وكان الماء الذي يستخدم للشرب والطهي والغسل يوزع على ظهور الحمير، وبالطبع كان عدد السيارات قليلاً جداً، ولم يكن هناك بنزين لها إلا ذلك المخزون في البراميل، وعلى بعد ميل أو اثنين من المدينة كان هناك مهبط ممهد يستخدم لهبوط وإقلاع الطائرات القديمة التابعة لطيران الخليج، وكانت تستخدمه أيضاً الطائرات ذات المحرك الواحد أو المحركين، وبالقرب من ذلك الشريط الممهد كان برج المراقبة المبني من الطابوق الطيني، ومبنى آخر للوصول والسفر.