حيث أن تلك الغرفة كانت وحيدة ولا يوجد أي غرف من حولها، وأن كل ما كان خارج الغرفة هو بالنسبة إليه ليس حقيقي، كانت والدته تدرك وجهة نظر ابنها، لذلك كانت تؤكد عليه على الدوام أن العالم الخارجي يكمن فقط في ما يظهر في جهاز التلفاز، وكانت تبذل قصارى جهدها في أن تحافظ على جاك كإنسان سليم من ناحية الجسد وسعيد في حياته، فقد كان الشخص الوحيد الذي شاهده جاك ما عدا أمه، ولكن كانت هناك حقيقة لا يعلم عنها جاك أي شيء على الاطلاق ولا حتى حاول إدراكها في يوم من الأيام، حيث أنه وأبقاها أسيره وسجينة لديه لمدة سبع سنوات مضت، وكما كان الطفل جاك ما هو إلى نتيجة لأحد الاعتداءات عليها. وفي أحد الأيام وبعد مرور ما يقارب أسبوع على عيد ميلاد جاك الخامس، وكانت والدة جاك متيقنة أن تشارلز سوف يقوم في أحد الأيام بقتلهم عوضاً عن إطلاق سراحهم هي وابنها. ومنذ تلك اللحظة بدأت في التفكير في خطة محكمة وقوية من أجل أن تتمكن من إخراج ابنها جاك من تلك الغرفة، إذ في تلك اللحظة تظاهرت والدة جاك أن ابنها قد مات، وذلك من أجل أن يقوم بالتواصل مع الشرطة كما أوصته والدته، وبالرغم من عدم مقدرة جاك على التواصل مع الآخرين بشكل بليغ، إلا أنه تمكن من دلّ الشرطة على الغرفة التي تقطن به والدته؛ وذلك من أجل تحرير والدته. وبالفعل في تلك الأثناء سرعان ما تم أخذ جاك ووالدته ونقلهم إلى أحد مستشفيات الأمراض العقلية، وهناك تلقوا كشف طبي كامل، ثم بعد ذلك تم القبض على تشارلز وتوجيه له مجموعة من التهم العديدة ومن ضمن قائمة التهم هو القيام بخطف والاعتداء على والدة جاك، وتلك العقوبات قد أدت إلى إدانته بعقوبة سجن لمدة خمسة وعشرين عام. وحينما كانت والدة جاك متواجدة في المستشفى تم جمع شملها مع أسرتها وبدأت تتعلم من جديد كيف تتعامل مع العالم الخارجي، كما كان تفكيره في ذلك الوقت يتوجه نحو الأمان الذي كان يعيشه في تلك الغرفة. وفي ذلك الوقت كانت قد أثارت قصة جاك ووالدته اهتمام كبير لدى العامة ووسائل الإعلام، وهذا ما جعل الأمر أكثر صعوبة على جاك ووالدته أن يبدآن في تشكيل حياة طبيعية خاصة بهم، وعلى أثر ذلك أصيبت والدة بانهيار عصبي وكما حاولت الاقدام على الانتحار بعد أن أجريت مقابلة تليفزيونية معها بشكل سيء للغاية، وحينها أُدخلت إلى المستشفى وانتقل جاك للعيش مع جدته، ولكنهم لم يدركوا كم أن جاك هو محدود الخبرة ويؤثر ذلك على سلوكه. وبعد أن تعافت والدته انتقل جاك معها إلى سكن مستقل، ويوماً عن يوم كان جاك يكبر ويتغير على وامتد إلى عالمه الجديد، وفي النهاية طلب جاك من والدته أن يقوم بزيارة الغرفة،