ملخّصُ قِصّةِ (مرضُ الورقِ) سيرًا علَى الأقدامِ ليلًا. وظهرَتْ على الطَّريقِ الخالي سيّارةُ شرطَةٍ، أسرَعَ الخُطى لكَي يبتعِدَ عن هذه الغُيومِ الغريبـةِ الّتي بَدأتْ رائِحَتُها المقرفةُ تُضايقُهُ، وعِنْدما دخلَ شقَّتَهُ الصَّغيرةَ، نامَ على الفَورِ من شدَّةِ الإرهاقِ أفاقَ من نومِهِ مَع شعورٍ بالضّيقِ، نظرَ حولَهُ وكان أَوَّلَ ما رَأَى هو كومةٌ منَ الرَّمادِ الأَسودِ فوقَ الأرضِ والجُدرانِ، مَكتبتُـهُ الجميلةُ كُلُّها تحوَّلَتْ إلى أكوامٍ من الرَّمادِ، ضجيجٌ يَعلو ويَتَصاعَدُ أشبَهَ بالزَّمجَرةِ الأولى الَّتي تَسبقُ العاصفةَ، وصوتُ هَمْهَماتٍ مُختلِطةٍ غامِضَةٍ، فَتلاشَتِ الأَصواتُ من حَولِهِ في هَمهَمَةٍ غيرِ واضِحةٍ، فَغشاهُ شُعورٌ حارٌّ ومُطَمئِنٌ. كُلُّ ما كانَ يَعرفُهُ النّاسُ هو أنَّهُ في السّاعاتِ الأُولى، تَحوَّلَتْ أَنواعُ الأَوراقِ كلُّها فَجأَةً إِلى رَمادٍ، حالةٌ من الهَلَعِ سَيطَرَتْ على المَكانِ، وفِرَقٌ من الشّرطَةِ تعملُ على حفظِ النِّظامِ، والعالَمُ كلُّهُ يُناضِلُ من أجلِ التَّغَلُّبِ على الظّاهرةِ الغريبـةِ، لقدْ انْقَضَّ بَرَصُ الوَرقِ على الأرضِ بِأَسرِها، أحداثٌ كثيرةٌ جرَتْ، وأَصابَ الشَّلَلُ السُّلطَةَ التَّشريعيّةَ في العالَمِ أجَمَعَ. ومَرَّتِ الأيّامُ. وبَدَأتِ الحُلولُ تَبدَأُ بالظُّهورِ وبَدَأَ عَصرٌ ذَهَبِيٌّ جَديدٌ لِلرُّواةِ، واكتَسبَ المِذياعُ أَهميّةً قُصوى.