ليس هناك شيء أغرب من أن تطلب من شخص أن يفهمك بالرغم من أنه لا يُمكنه ذلك، وبنفس المنطلق أنت أيضًا لن تتمكن من معاتبته أو معاقبته أو حتى الحكم عليه، في فترة من الفترات كان يتم محاكمة الحيوان وكأنه شخص عاقل واعي لما يُطلب منه، وربما تعتقدون أن هذا التصرف كان مجرد تصرف مجنون من قِبل بعض الناس، لكن الغريب حقًا أن تلك المحاكمة كانت تشهد زخمًا كبيرًا وكان يتم حضورها من قِبل الجميع وكأنها محاكمة طبيعية، الأدهى أن صيحات التهليل والفرح كانت لا تنقطع بعد صدور الحكم الذي يُدين ذلك الحيوان، وإن كنتم لا تصدقون بعد بأن هذا كان يحدث فأنتم بالطبع محقون لأنه أمر جنوني، ولكي تحصلون على اليقين، دعونا في السطور المقبلة نتعرف سويًا على ظاهرة محاكمة الحيوان على مر التاريخ وأبرز النماذج لها،