رومنة المجتمع الغالي لا تقتصر فقط على تبنّي اللغة اللاتينية وأنماط الحياة الحضرية، وقد انخرط كثير من هؤلاء الوجهاء في المؤسسات الرومانية من خلال الزواج من عائلات رومانية واعتماد ممارسات في الحكم مستوحاة من روما. ويتجلّى هذا الاندماج في عدّة جوانب: استفاد عدد قليل فقط من الغاليين من الامتيازات، ولكن مع مرسوم كاراكلا سنة 212 ميلادية، مُنحت الجنسية الرومانية لجميع السكان الأحرار، ما أتاح لهم المشاركة الواسعة في المؤسسات والامتيازات الرومانية. مما ساهم في نشوء جيل جديد متشبّع بالقيم والتقاليد والمعارف الرومانية. كما ساعدت شبكة الطرق الرومانية على تسهيل التبادلات بين المقاطعات، مما عزز الروابط بين بلاد الغال والمركز الإمبراطوري. تدريجياً محل العادات المحلية. موفرة بديلاً عن الأنظمة القبلية التقليدية. الاندماج العسكري: شارك العديد من الغاليين في الجيش الروماني، ما سمح ليس فقط بنشر الممارسات العسكرية الرومانية، وهكذا، فإن رومنة المجتمع الغالي كانت عملية معقدة وتدريجية، مع احتفاظهم ببعض ملامح هويتهم السلتية،