الحرب الفيتنامية موقف الولايات المتحدة أن الظروف قد اصبحت تستدعى تجميع كل قواهم لمناصرة همفري في حملته ، رغم الحساسيات التي اعقبت اختيار مرشح الحزب للرئاسة ، فأصدر جونسون قراره بوقف الغارات الجوية على فيتنام الشمالية . يوجين مكارثی ، وقد أسهم هذا الجهد الذي بذل في الاسبوعين الاخيرين من المعركة في تغيير الصورة بشكل محسوس ، غير أن فوزه كان بنسبة ضئيلة للغاية . قوى التقدم والبسان ضعيفة ومفككة . الخ . . وكانت هذه القوى في اغلبها تدلى عادة بأصواتها المرشح الحزب الديمقراطي ، وايجاد حلول مقبولة لها ، حتى مع افتراض تخلي جونسون لغيره بمنصب الرئاسة . ولم يستطع هيوبرت همفری أن يحتفظ بقدر من الشعبية - بوصفه مرشح الحزب الديمقراطي - الا لادراك هذه القوى ان كل بديل فى السلطة لهذا الحزب ، هو بالحتم ( بديل الى يمينه ، واضطر قبل انتخابات الرئاسة باسبوعين - ان يدلى بتصريحات يؤكد فيها أنه لم يكن موافقا على بدء الغارات الجوية على فيتنام الشمالية في غير اير عام ١٩٦٥ ، المرشح للرئاسة هو جورج والاس ، وأسماه ( الحزب الامريكي المستقل » . لم يكن يخفى برنامجه ، على حد تصريحات جنرال الجو ليماى ، وهو برنامج ينادي صراحة باستخدام الاسلحة الذرية في فيتنام ، وقد استقطب هذا الحزب بالفعل قوى اليمين المتطرف ، والجماعات ذات الاتجاهات العنصرية ، والميول الفاشية ، والتشكيلات الهتلرية النزعة وهي في أغلبها عناصر كانت تدلى بأصواتها في الماضى لمرشحي الحزب الجمهوري في ولايات الجنوب . وقد اجمع المراقبون على أن نسبة الاصوات التي تجمعت حول هذا الحزب تعتبر بحق صحوة مخيفة لليمين المتطرف، وكانت كل التنبؤات قبل ظهور نتيجة الانتخابات ببضعة أسابيع تنتظر نصرا ساحقا لنيكسون . كتعبير عن إدانة ادارة جونسون ، ولإحساس بالفشل وعدم الرضا ، وعدم ظهور بديل واتاح لجونسون نجاحه الباهر فى انتخابات عام ١٩٦٤ - لم يعد لزاما على الحزب الجمهوري المنافس ان يلجأ ليتميز فى مواجهته - الى خط موغل في تعصبه وعدوانيته وتطرقه اليمينى . ومن نفقات باهظة ، بلغت ثلاثين الف مليون مليون دولار دولار كل عام . ارتفاع رصيد نيكسون غير أن الرصيد الذى بدد لم يكن رصيد جونسون الشخصى فحسب ، ولكن فوق هذا كله ، ترتب على هذا العجز في ادارة الديمقراطيين مفارقة خطيرة ، الذى لم يعد يحتمل وقوع أزمة تصل الى هذه الابعاد فى واقع امريكا الداخلي ، معركة انتخابية تختلف عن سابقتها من ابرز ما يستوقف النظر في المعركة الانتخابية الاخيرة ، وأتاحت له ادعاء أنه يملك ثقة الامة بأسرها ، وكان جونسون قد أحرز هذا النصر الحاسم على منافسه الجمهورى بارى جولدووتر ، ولا لمجرد أن جولد ووتر نادى فى حملته الانتخابية ، بخط متطرف في عدوانيته وتعصبه ، أعاد الى الاذهان المكارثية » المقيتة ، ولكن كذلك لان جونسون وعد ناخبيه بانتهاج سياسة خارجية معتدلة ، وبخاصة في قضية فيتنام . تستهدف اقامة و المجتمع العظيم ) وانفجرت ثورة الطلاب والشباب ضد التجنيد لحرب فيتنام ، واختلال كل القيم الاجتماعية ، والبعث والعدم اللذان أصبح ينبيء بهما مستقبل معرض لاعمق الاهتزازات وأفضت هذه الاحداث الى صدع عميق في وحدة الامة ، والى تعدد مواطن الانفجار ، والفوضى الشاملة . ودخل العنف السياسة الامريكية من أوسع الابواب ، وكان قرار جونسون الذي اعلنه في مارس الماضي ، . المعركة الانتخابية القادمة ، اشهارا الافلاسه السياسي ، وتسليما من جانبه بأن الخط الذي انتهجه طوال فترة توليه الرئاسة ، قد بدد تماما كل الرصيد الذى تجمع في شخصه عند انتخابه . شخصية نيكسون واهدافه المعلنة تبرز شخصية نيكسون كعنصر هام فيما ينبغى أن ينتظر منه . وهو يصف نفسه بالواقعية » ، المتمرسين في فن المناورة ، المحيطين بأسرار أساليب السياسة الأمريكية ، ومن العناصر الشديدة الحساسية للمناخ السائد وتموجاته ، والقادرة على السباح في كافة المياه وقد ظل الى الان مبهما وغامضا فيما ينوى عمله لمواجهة المشاكل الداخلية المتفاقمة . وقد ردد طوال حملته الانتخابية انه رجل يحرص على النظام » و « المشرعية ؟ . وجد لزاما عليه أن يركز كل احاديثه على أهمية الموحدة القومية » . وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأبدى تحبيذه للامركزية ، وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبيء ببلوغ ابعاد خطيرة . وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، حتى اذا ترتب على ذلك انكماش فى العمالة ، وزيادة في البطالة ، الى ما يفوق الحد الاقصى الذي حرصت ادارة جونسون ألا تتجاوزه . وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، مقابل تدعيم مركز الاحتكارات . وفى مجال الاقتصاد : أبدي نيكسون شكه فى جدوى تدخل الحكومة الفيديرالية فوق الطاقة فى مجربات النشاط الاقتصادى ، وأعلن ايمانه بفكرة « التنافس الحر » ، باعتبارها مبدا اساسيا فى تقاليد امريكا الاقتصادية . ولكن هذه التصريحات لا تانى بردود شافية على المشاكل الحقيقية التى تواجه الاقتصاد الامريكي اليوم وهي لا تلقى اضواء على الاجراءات التي تنوى الادارة الجديدة اتخاذها لمواجهة المشاكل النقدية المتفاقمة ، وان كان من المعلوم عن نيكسون انه من انصار الحد من تقاتم التضخم ، وهذا من شأنه أن يزيد بدوره من احتدام الصراعات الاجتماعية ، ومن سوء حالة القطاعات الفقيرة في المجتمع ، تنبیه به ادارة نيكسون الجديدة ؟ سؤال تنطوى الاجابة عليه ، . فعلى الرغم من لیس بالشخصية السياسية المجهولة رأى العام ، بعد أن احتل منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد ایزنهاور طوال ادارتين متتاليتين / ١٩٥٢ - ١٩٦٠ ] ، وتحددت له خلال مباشرة مهام وظيفته ، إلا أن ملابسات الموقف داخل الولايات المتحدة ، وملامح الموضع وقد عقدت الامال بعد ذلك على أن يلقى الدولي ، قد تغيرت كثيرا منذ ذلك الوقت . للأنظار فى حملته الانتخابية ، ولكن أن نيكسون جاء هذا التشكيل مخالفا لكثير من التنبؤات . لم يفصح عن أي برنامج واضح ، ذات محددة ، لعلاج الاخطاء الخطيرة التي تورطت فيها الملامح السياسية المعروفة ، وأسماء الشخصيات بردود شافية على المشاكل الحقيقية التى تواجه الاقتصاد الامريكي اليوم التي تنوى الادارة الجديد اتخاذها لمواجهة المشاكل النقدية المتفاقمة ، والاختلال في ميزان المدفوعات وكذلك ظاهرة التضخم وهى تنبىء ببلوغ ابعاد خطيرة . من المعلوم عن نيكسون انه من فاقم التضخم ، وهذا من شأنه أن يزيد بدوره . خدام الصراعات الاجتماعية ، مقابل تدعيم مركز الاحتكارات . وفى مجال الخدمات ، التي انصرفت عنها ادارة جونسون الى حد بعيد فى السنوات الاخيرة ، فيتحدث نيكسون عن زيادة الانفاق على بناء المستشفيات ، وزيادة الاهتمام بقضايا التعليم والصحة ، عن طريق زيادة عدد الاطباء والممرضات . وقد اختار لوزارة الصحة والتعليم والخدمات احد اصدقائه المقربين ، هو فينش ، ومثل هذه الاجراءات تنبىء - هي الاخرى - بخدمة المشروعات الخاصة في هذه القطاعات ، قبل أن تعبر عن انصراف بالجهود الى رفع مستوى المواطنين بشكل عام . اصبحت تستنزف أمكانياتها ، وتهدد استقرارها الداخلي ، ولكن بدون التخلى عن أطماعها في الاحتفاظ بدور قيادي في تقرير مصائر العالم خارج حدودها ، وبالاعتماد على الوسائل الاقتصادية أساسا . ويقول نيكسون أنه ينتمى الى المدرسة الأممية ويرفض العودة الى سياسة ( العزلة ) . التي اصبحت تواجه المجتمع الأمريكي ، فلم يدل نيكسون بتصريحات محددة حول خطة عمله ، على اساس انه يمتاز بانتمائه الى عائلة همت تاريخيا في تحرير العبيد ! . لكم في النزاعات القائمة حول تطبيق القانون : دد هذه الحقوق . ويرفض نیکسون تم اى تحرك الزنوج يتجاوز حدود الالتزام بهذا الاثار ، رغم كل تجاربهم المتكررة بأن القانون يطبق . ويهدد نيكسون بقوله أن " الحق المدنى الأول الذي يجب أن يتمتع به كل أمريكي ، هو أن يكون آمنا من أعمال الصنف ) ! ومعنى هذا المنطق في الملابسات الراهنة للتفرقة العنصرية ، هو الاقدام حتما على ولا يوافق نيكسون على الاعتراف بالصين الشعبية. ويرى أن سبيل مواجهة التحدى الذي تمثله ، ينبغي - بعد فشل تجربة فيتنام - ان يقوم على أساس أحياء وتدعيم مركز الدول المحيطة بالصين اقتصاديا ، وبالذات اليابان وكوريا الجنوبية وتابلاند وفيتنام الجنوبية - ويرى أن هذه السياسة تحقق افضل وسيلة لالزام الصين بالخط الذى أصبح الاتحاد السوفيتي - في نظره يلتزم به ، وهو الاعتراف بضرورة النقلى (سياسة خارجية تقليدية) الا ان نيكسون قد أدلى بتصريحات قبل انتخابه الى احد كبار معلقى مجلة «الأوبزرفر» البريطانية ، كينيث هارس ، في سياسته الخارجية ، هي القضية الأولى التي تشغل بأدارته في هذا الشأن . ويصرح بأن هذه التجربة لا ينبغي أن تتكرر ابدا . كان وان القضية أصبحت الآن ،