كما تحلحل الأجراس بأعناق الإبل في جوف الصحراء القفر الموحشة الساكنة وفي الوقت نفسه، بأسلوبها الناعم وترفها، فإنه حين شاع الغناء في مدن العراق وفي بغداد بالأخص، ومحاولة تحوير هذه الأوزان بحيث تتلاءم مع حاجة الغناء الجديد إلى قصر المسافة بين النبرة والنيرة، والى قصر السلم الموسيقي نفسه بجملته، أي أن هذه الملاحة احتاجت إلى الأوزان الشعرية القصيرة بينما كان الغناء القديم يعتمد الأوزان الطويلة. بل أن الجديد هنا كان على جانب من القوة استطاع به أن يفرض نفسه على القديم دون أن يعاديه، وهذه موجودة فعلا ضمن الأوزان الكلاسيكية نفسها، وحينذاك استقرت لأساليب الأدبية شكلاً ومضموناً على طابع وفق طابع العصر .