الحرية ليست مجرد كلمة عابرة في القاموس، بل هي ضرورة من ضرورات الكرامة الإنسانية، ويكافح الإنسان بكل ما أوتي من قوة وحزم للوصول إليها، وتتجلى مظاهرها في جميع ما حولنا، فالحيوانات تسعى لحريتها، وتنكفئ على نفسها عند سلب هذه الحرية، وتشدو بأجمل الأصوات وهي حرة طليقة، والحرية لا يمكن أبدا تقسيمها أو التنازل عنها، فكم من الأصوات التي طالبت ولا زالت تطالب بها.والحرية لا يمكن أن تكون مطلقةً، لأن حرية الفرد تنتهي عند المساس بحريات الآخرين؛ إذ إن التعدي على حريات الآخرين تعد صارخ على مبدأ الحرية، كما أن حرية الجماعة، أجل وأسمى من حرية الفرد، فمن يسعى لتحقيق حريته على حساب غيره من الأفراد، أو على حساب وطنه وشعبه يكن ظالما مستبدا. وتعد الحرية مقياسًا لنمو المجتمعات ودليلاً على رقيها، كما أن جميع الأديان كفلت حق الحرية للأفراد وحثت على كفالة حقوق الناس في ممارسة حرياتهم بالحدود التي تضمن سلامة المجتمعات وأمنها واستقرارها وخصوصا الدين الإسلامي الحنيف، ورغم ذلك فإن كثيرًا ما عانت شعوب وأمم من استخدام أساليب القمع، ومنع الكثير من ممارسة أبسط حقوقهم في الحياة، حتى أصبحت حرية الكلمة مجرد شعار فارغ عند بعض المخربين، فتعدوا على حريات الآخرين.