المخوف سطوه المطلوب فضله المأمول طوله أحمد. احمد حمد الشاكر لآلاء ه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له جل في علاه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، ومصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، أما بعد فاتقوا الله عباد الله. ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم، وإياكم أن اتقوا الله أيها المسلمون مما يجب ألا يغيب عن كل مسلم، قال سبحانه إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فهو لا يزال يعادينا بكل ما يستطيع. فعلينا أن نستفرغ الوسع في محاربته، ونحرز أنفسنا من كيده بملازمة ذكر الله، ولا نكون ممن قال الله فيهم استحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان، ومن المسائل الدقيقة التي قد تخفى على كثير من الناس، ألا يكتفي بإيقاع العبد في المحرمات، بل يوقعه أيضا في ترك الواجبات، إذ قد يصاحب وقوع العبد في المعصية قنوط من التوبة، وشعور بالعجز أن ينفك عن حاله، فيدفعه ذلك إلى ارتكاب جميع المعاصي، ويكون معتقدا انه ما دام مسرفا على نفسه بالعصيان، ويسوغ لنفسه أن يتوقف عن أداء مفترض الله عليه، بحجة أنه لا يصلح للعاصي مثله أن يصلي ويصوم وينصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فما أعظم تلبيس إبليس عليه، اذ سول له أن يقطع صلته بدينه وما يجب عليه، وهذا حال من يغفل عما ينبغي للمذنب أن يعمل من التوبة والاستغفار والفزع إلى الصلاة، قال تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار، وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، وقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا، ولقاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيا عبد الله متى ظفر الشيطان منك بخطيئة، فاتبع ما أرشدك إليه نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وإن قدر أن عدت للذنب بعد التوبة، فعليك أن تعود مرة أخرى لهذا الدواء الناجع. وتحذر أن يغلبك الشيطان مرتين، وأخرى بتركك الطاعة، وتحرص أن تصنع لك مسارا ثابتا للطاعة لا يتأثر بوقوعك في الذنب، ومهما غلبتك نفسك فيجب ألا تنقطع عن ثوابت العمل اليومي القرآن، إذا كنت ممن يحرص على صلاة الجماعة، فلا يحملن كذلك على ترك شيء من الأعمال الصالحة التي اعتدت عليها، واحذر أن تتحول من حال سيئ إلى حال أسوأ، فلا تنتقل من حال الاستتار بالمعصية إلى حال المجاهرة، ولا تنتقل من حال الذنب مع عدم الإصرار. ولا تنتقل من حال الاسترسال في الصغائر إلى حال الوقوع في كبيرة، ولا تنتقل من حال الوقوع في كبيرة إلى حال الذي يسوغ لنفسه فعل المعاصي، فإن من الناس من إذا نصح في ترك شيء من المعاصي امتنع، بحجة أن لديه من كبائر العصيان ما لا يعلمه هذا الناصح، وان الأمر ليس متوقفا على هذه المخالفة وحسب، فكل ذنب له توبة تخصه، من ذنب على التوبة من بقية الذنوب، كما لا يتعلق أحد الذنبين بالآخر، والواجب على العاقل ألا يستجيب لمكر الشيطان، اذ ان في النفس البشرية فطرة طيبة، وترا في الحق امتداد وجودها وصحة حياتها. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. أنه فقد رجلا كان يفد عليه، فقال ما فعل فلان ابن فلان؟ فقالوا يا أمير المؤمنين، قال فدعا عمر كاتبه، فقال اكتب من عمر بن الخطاب الى فلان بن فلان، فإني احمد إليك الله الذي لا إله الا هو،