ع – القناع مما دفعه إلى الخروج عن دائرة المألوف ، والتمرد على قيم الثبات والجمود ، فكانت القصيدة الشعرية محطة أولي أمام الشاعر ، وميدان إبداع « الأن الشاعر في قصيدة القناع يستطيع أن يقول كل شيء دون أن يعتمد على شخصيته الذاتية بشكل مباشر ، معبرا عن مكنونات نفسه ، إذ صار القناع مظهرا من مظاهر الحداثة وما بعدها في الشعر العربي الحديث ، والقناع لغة : ما تتقنع به المرأة من ثوب تغطي بها رأسها ومحاسنها ، أما تعريف القناع : وذلك للحديث من خلال شخصية تراثية ، عن تجربة معاصرة ، بضمير المتكلم . صوت الشاعر ، من خلال صوت الشخصية التي يعبر الشاعر من خلالها ، ويرى عبد الوهاب البياتي أن القناع هو الاسم الذي يتحدث من خلاله الشاعر نفشه ، متجردا من ذاتيته ، أي أن الشاعر يعمد إلى خلق وجود مستقل عن ذاته ، وقدمها تقديما متميزا يكشف عالم هذه الشخصية في مواقفها أو هواجسها أو تأملاتها أو علاقاتها . أنها ليست سوى قناع ينطق الشاعر من خلاله فيتجاوب صوث الشخصية المباشر مع صوت الشاعر الضمني تجاوبيا يصل بنا إلى معنى القناع في القصيدة ۲ ) ويعرف علي جعفر العلاق القناع بأنه : « تقنية غني باستخدامها شعراء هامون في العالم مثل « بیتس » و » إزرا باوند » و » إليوت » ( . ) . إن القناع رمز يأخد شكل الشخصية التاريخية التي تنجز حديثها غالبا بضمير المتكلم ، القناع نشأته وتطوره القناع مصطلح مسرحي أساسا لم يدخل عالم الشعر إلا في مطلع هذا القرن ليؤدي وظيفة جديدة تختلف نسبيا عن الوظيفة التي كان يؤديها في مجال المسرح ، فالقناع بصيغته الأدبية بدأ على يد الشعراء الإنكليز لاسيما الشاعر ( بن جونسون ) الذي كتب أعمالا مسرحية تنتمي إلى ما يطلق عليه ( الأقنعة ) من خلال مسرحيته ( السواد المقنعة ) عام 1605 والتي تقف في مقدمة أعماله في هذا المجال . وعند ظهور كتاب ( تجربتي الشعرية للشاعر عبد الوهاب البياتي ) أصبح القناع مصطلا أسلوبا يشير إلى الاسم الذي يتحدث من خلاله الشاعر نفسه متجردا من ذاتيته. أهم أنماط القناع : للقناع أنماط منها : - : صلبوني في الغربة يا حادي الركب قيدني إخواني ورموني في الجب قتلوني يا حادي الركب لأني أحييت ( ۳ ) - القناع الصوفي : ويظهر في قصيدة الشاعر صلاح عبد الصبور : ( 4 ) تعالى الله هذا الكون لا يصلحه شيء فأين الموت أين الموت أين الموت ؟ وهي تتألف من عشرة مقاطع ومنها : رحلاتي السبع روایات عن الغول ويري سامح الرواشدة أن القناع ولا يعدو أن يكون شخصية سواء أسميناه ( اسما أو رمزا أو شخصية تبدو من خلال النص ، ويختفي صوت الشاعر المباشر خلفها من بداية النص حتى نهايته ، ويسيطر عليه ضمير المتكلم تماما ، أو تداخل بعض الأصوات الأخرى حين تتعدد الأصوات في ، وتجسد ذلك في صرخة أخيه الشاعر المهلهل ( الزير سالم في السيرة الهلالية الذي ردد لازمة « ذهب الصلح أو تردوا كليبا لسحيم ، يتخيل كيف سيجرونه ، من رجله ، لكن ، تكر في مخيلة سحيم المشاهد والذكريات والأسماء . ويبدأ بذاته لثغته . ثم يرتد ثانية إلى ذاته . امتزج واقعها التاريخي بانفعال وعاطفة شاعر آخر . الحرية والعبودية هما قطبا مطولة القصيبي ( 3 ) ، فالشاعر لجأ إلى هذه التقنية للتعبير عن رفض الواقع ، -التشكيل البصري لم يكن هذا المصطلح معروفا في السابق ، ولذلك أصبح الشاعر الحديث ينسج قصيدته على المنوال الذي يريد ، لا يسمح للشاعر أن يخرج عليه أو يتصرف به إلا ضمن حدود ضيقة ) وبعد انتقال إستراتيجية التحليل من المؤلف « أصبح التشكيل البصري بنية أساسية من بنی الخطاب الشعري ، ودا ثريا يوجه فعل التلقي ، كما أنه يساعد على إنتاج الدلالة ، ( ۳ ) . إذن فالتشكيل البصري مهارة ذات معان ، وشكل الاشتغال الفضائي موضع اهتمام العديد من النقاد العرب خصوصا المغاربة منهم . أشكال التشكيل البصري : للتشكيل البصري تقنيات متعددة منها : - الحذف : يندرج تحت السواد والبياض حيث يستخدم الشاعر الحذف ( . ) في النص للتعبير عن كلام محذوف ، ويلجأ الشاعر إلى هذا الفعل السببين : فالشاعر يريد أن يلفت النظر إلى نص أبعد عن الأنظار ، وليس كما هو معتاد في علامات الترقيم ، إذ تتكون من ثلاث نقاط ، إذ جاءت بعد جملة ( يدعو للصمت . ) فهل هذا الصمت أدى لإرهاق الشاعر فيات التعبير عنه صعبا ، ثم تأتي بعد جملة ( أن الحبر قليل ) ، وكأن الصمت يعادل الصوت في هذا الصراع ، إذ تتجلى الوقفة مع الذات والإحساس بالنبض ، إذ يقول فيها : أنا إذ يكرر نفس النص ، لكن يجعل بدايته في نهاية آخر الصفحة ، ونهايته في بداية الصفحة ، يتم عبره التأكيد على مقطع أو سطر ، وبه تتحدد مجموعة من الانطباعات التي تؤثر على المتلقي بصفة عامة وتحمل في داخلها دلالات متنوعة ، ؟ » للشاعرة ثريا العريض ، عندما نلاحظ أن الشاعرة عنونت القصيدة ب « فعل ماض . ؟ فهذا العنوان يمثل مفتاح النص ، فالأبيات القادمة ليست إلا ماضيا ولى وذهب ، ونجد أن الكلمات التي كتبت بخط سميك في القصيدة هي أحبتك يوما ، » فكل ما تعلق بالحب استحق أن يكتب بهذه الطريقة ،