مبادئ الاقتصاد الإسلامي المبدأ الأول : قيام الاقتصاد الإسلامي على أسس عقدية وخلقية : يقوم الاقتصاد الإسلامي على عدد من الأسس العقدية والخلقية ، القيام بحق العبودية لله تعالى في المال : فالعبادات منها ما هو من الأعمال القلبية المحضة ، كالمحبة والخوف والرجاء والتوكل ، ومنها ما هو من العبادات البدنية كالصلاة والصيام والجهاد وغيرها ، ومنها ما هو من العبادات المالية كالزكاة والنفقة والجهاد بالمال وغيرها ، ومنها ما هو مشترك بين أكثر من جهة . وعبادة الله تعالى بالمال تتبين من اعتقاد أن المال مال الله تعالى ( وَمَاتُوهُم مَن مَالِ اللَّهِ الَّذِي مَانَكُمْ ) [ النور : ۳۳ ] وأن الله تعالى استرعى المسلم هذا المال وائتمنه عليه وسوف يسأله عن هذه الأمانة ، كما قال : « لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن جسمه فيما أبلاه » ( 1 ) وقد جعل الله تعالى محبة المال والحرص عليه محبة فطرية قال تعالى : ( وَإنّه يحبّ الخبر لَشَدِيده ( العاديات : ۸ ] أي المال ( ۲ ) ، لكنه هذب هذه الفطرة فنهى عن الغلو والإفراط أو التفريط فيها كما قال تعالى : بَل لا تُخرِمُونَ الْبَنِيم ( ۰ ) وَلا تَمُوت عَلَى طعامِ الْمِسكين ) وَتَأكُلُو الْمُرَاتُ أَ لا لَمَّا أَبُو الْمَالَ با جمّا ) [ الفجر : ۱۷ - ۲۰ ] يعني : تحبون جمع المال وتولعون به ( ۳ ) . وقال عز وجل : وَأَنْتُمْ فِيمَا انك أَللَّهُ النَّارَ الأدِرَةً وَلا تُنس نصيبكَ مِن اللَّنَا وَأَحسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبغ الفساد في الأض إِنَّ اللَّهُ مِنَ الْمُعَيدِينَ ) [ القصص : ۷۷ ] ولذلك جعل الله تعالى هذا المال مادة للابتلاء والاختبار وإنّمَا أمَرَتُكُمْ وَأَوّل كه ) [ التغابن : 15 ] كما جعل على العيد في هذا المال عبادات متنوعة ، كالزكاة التي هي ثالث أركان الإسلام والحقوق الأخرى غير المقدرة كالنفقة ،