هل كان التواجد العثماني بالجزائر احتلالا؟؟؟ وهي وثيقة تفنّد كل الادعاءات والمغالطات على أن الوجود العثماني بالجزائر كان احتلالاً أو استعماراً فلو كان الوجود العثماني بالجزائر فعلاً استعماراً، لفعل ما فعلته الحملات الاستعمارية الأوروبية في الشعوب المستعمرة من تقتيل وتهجير وتفكيك للتركيبة الاجتماعية وانتهاك أعراض السكان وإصدار قوانين استبدادية بحقهم كما حدث في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية الفرنسية وفي غيرها من البلدان العربية. لكن هذا لا يكفي كدليل يمكن الارتكاز عليه من اجل القول بأن العثمانيين استعمروا الجزائر، بل وقف العثمانيون موقفاً مشرفاً في الدفاع عن شرف مسلمي الأندلس الفارين من بطش الإسبان فساعدوا هؤلاء واستقبلوهم في ديار السلطنة سواء أكانوا مسلمين أم يهوداً، فها نحن نضع أمرنا بين أيديكم. جعلكم الله سبباً لخلاصنا بتسليمه إيانا إليكم، ثم التحقت بعض المدن بحكمهم وهي المدية مليانة والبليدة ثم ارسل اهل تلمسان يطلبون من عروج ان ياتي اليهم حاكما بعدما انضم سلطانهم الزياني ابو حمو موسى الثالث الى الاسبان فجاء المدينة وهزم جيش ابو حمو ودخلها ثم رجع ابو حمو المتحالف مع الاسبان الى تلمسان فخرج منها عروج واستشهد في معركة ضد الاسبان المتحالفين مع الزيانيين سنة 1518م. وبعد هذه الحادثة المؤلمة طلب اهل الحل والعقد من خير الدين تولي امارة الجزائر بدلا عن اخيه وهو ما يذكرُه المؤرخُ أحمدُ توفيقِ المدنيّ حين قال بأنَّ أهلَ الحلِّ والعقدِ اجتمعُوا في الجزائرِ وعرضُوا -بشديدِ إلحاحٍ- على خيرِ الدينِ تولّي الإمارةِ بعدَ أخيه ومواصلةِ جهادِهِ في سبيلِ اللهِ منها، وقدْ رأيتُمْ ما فعلَهُ بنا صاحبُ تِلِمْسانَ من بني زيّانٍ، واستعانتُهُ علينا بغيرِ ملّتِنَا حتى كفانا اللهُ أمرَهُ، وضربِ السكةِ باسمِهِ لنتفيأَ ظلَّ حمايتِهِ.