الحياة الاجتماعية : تمثل في امتلاك الخلفاء للثروات والضياع وحصول الجهاز الإداري من وزراء وكتاب وقادة وولاة على دخول عظيمة أو دعوها المصارف أو وظفوها في مشروعات تجارية كبرى، كما ارتفع مستوى الدخل بشكل عام ونشأت طبقة وسطى جديدة قوامها العمال والفلاحين . وانعكس هذا الثراء على حياة الناس فمالوا إلى الترف، الذي يعد عهده بداية للاستقرار، فكان محبوبا من الخاص والعام، ۰۰۰ درهم يوميا، كما كان لكل طائفة زيها الخاص وان كانت النساء أكثر مبالغة في الفخامة والتألق، فالإسلام والتهريب كانا يسيران سويا في خط واحد، حتى أن الخراج في أواخر القرن الثالث الهجري لم يعد من أبواب الدخل الهامة لاسيما في مصر وكذلك المغرب بسبب سياسة المشاركة بين البربر والعرب في الحكم مما ساعد على دخول اغلب البربر في السلام، كما انتشر الإسلام عن طريق الأسوة الحسنة والسيرة الطاهرة كالعلماء والفقهاء أو عن طريق الوعظ والتصوف. وكان يتلوا اعتناق الإسلام تغيراقتصادي مثل إسقاط الجزية وتملك الأرض والتطلع إلى الحصول على مزيد من الحقوق السياسية . تحلية الأدابم والحصول علي كما أسهمت ظاهرة المولدين في التغير الاجتماعي، وهي تؤثر بلا شك في عدة جوانب سواء بشريه أو اجتماعية أو ثقافية، لكنها ظلت من جانب العرب فقط بمعنى أن الرجال كانوا يتزوجون من الأعجميات وكانوا يرفضوا تزويج بناتهم للأعاجم، فهم لا يعطوا هؤلاء المولدين رغم نسبهم العربي مكانا لائقا في المجتمع، ومانوا إذا اختاروا واليا أو قاضيا أو إماما للصلاة راعوا عروبته الخالصة فضلا عن ذلك فقد احتقروا طائفة المولدين وسموا ابن العربي من الأمة "هجين" أما في العصر العباسي، فهم الذين كانوا وقود الثورة العباسية لاسيما من الخراسانيين والفرس فسقطت الحواجز الطبقية القديمة، كما فتح أمام الموالي ميدانا واسعا للعمل السياسي والاقتصادي حتى تفشت ظاهرة التوليد، وأصبح البيت العباسي من خلفاء وأمراء مزيجا من الأجناس المختلفة، فمثلا المنصور العباسي كان عنده أروي بنت منصور الحميري وأمه كردية وأمه رومية كما كان لدى الرشيد الف جارية من المغنيات . فهذا الاختلاط أدى إلى نشوء جيل جديد يحمل صفات خاصة، كما أنه قد حدث تغير في المجتمع الإسلامي انذاك تمثل في إقبال الموالي المسلمين على الزواج من عربيات خالصات أو مولدات . وبديهي أنه لا يمكن أن يكون الجيل الرابع من هؤلاء عربا خلصا، باستثناء عرب البادية في العراق والشام والحجاز ونجد فساعد ذلك علي خفوت صوت النزعة العربية وأوجد مفهوم جديد للعروبة لا يقوم على أساس الجنس فحسب إنما على أساس الدين والثقافة. كانت مصحوبة بظاهرة أخرى وهي نتيجة من نتائجها ممثلة في تضاؤل نفوذ العرب في العصر العباسي ثم اختفائهم من العمل السياسي والحربي بالتدريج، فكان هناك أيضا قواد وولاة العرب، فكان جند المنصور يحتوى على عناصر مختلفة من يمنية ومصرية وربيعيه وخراسانية، كما اشتهر في صدر الدولة العباسية عدة أسماء لقادة عرب منهم معن بن زائدة ومحمد بن الأشعث الخزاعي وغيرهم، لكن مع عصر الرشيد ازداد نفوذ الفرس بفضل البرامكة وتأكد انتصارهم في عصر المأمون، وتسبب عن ذلك ثورات عرب الشام المتلاحقة أدى إلى خفوت صوت العرب في جميع الأمصار الإسلامية بسبب هجراتهم واندماجهم مع أهالي البلاد المفتوحة والقيام بأعمال الزراعة والصناعة وغيرها . يتضح مما سبق من انتشار الإسلام وظاهرة التوليد وفقدان العرب السلطانهم أن تغيرا اجتماعيا حتميا كان لابد أن يحدث في المجتمع الإسلامي وقتذاك، فغلبت التقاليد الفارسية في حياة الناس، فانتشرت القلنسوة فليسها القضاة، كما اتخذ الخلفاء العمائم على القلانس، وتفننوا في العمامة كما كان يفعل الفرس تبعا للطبقات من خلفاء وفقهاء وأعراب . كنا تأثروا بالفرس في مظاهر البلاط والحفلات، وكانت الحياة في مدينة بغداد تمثل أصدق صورة بهذا التغير الاجتماعي حيث تأثرت بالمقومات الاجتماعية السابقة، حتى اشتملت مدينة بغداد على حمام , ٦٠ وكان بإزاء كل حمام خمسة مساجد، فكان بالمدينة ۳۰۰, كما يشهد بذلك الجغرافيون عن مدينة القيروان والفسطاط وغيرها، كذلك نتيجة للتوسع الصناعي والتجاري، وكان عدد سكان بغداد أنذاك ١, ٥ مليون نسمة، ويعزي هذا الازدياد إلى تدفق الرقيق وتم استخدامهم في قصور الخلفاء والأمراء من كل جنس، ومان أكثرهم من غير المسلمين، أما اليهود فكان لهم أيضا رئيس خاص، واشتغل أهل الذمة بالأعمال التي درت عليهم أرباحا طائلة، فكان لهم معرفة بالحساب والكتابة والخراج، فأصبحت مدينة بغداد من أعظم مراكز الصناعة وأكبر أسواق التجارة العالمية والداخلية وتدفقت إليها الأموال، فكان للعمال زيهم والكتاب زيهم وانتشر في بغداد عامة نوع من الذوق الاجتماعي الرفيع بين العامة والخاصة على حد سواء فمثلا المدعوين إلى الطعام كانوا يغسلون أيديهم معا قبل الطعام في وعاء واحد، وانتشرت هذه العادة بين العامة أيضا، العباسي وقد نالت الحياة الاجتماعية أيضا اهتماما من جانب الدولة فعنى الخلفاء بتنظيم بغداد ونظافة شوارعها وطرقاتها، فكانت الرحاب تكوني كل يوم ويحمل التراب خارج المدينة وكان يقف في زاوية كل شارع حارس مسئول عن حفظ النظام، كما كانت جميع الطرقات تضاء ليلا وكثرت المنتزهات عند تقاطع الشوارع وكذلك حمل الماء إلى بغداد عن طريق قناتين يجرى فيهما الماء إلى المدينة وكلتاهما مغطاه، وبنيت الجسور والحمامات باعتبارها من أهم المؤسسات الدينية . ووجدت وسائل الانتقال وكان كراء الحمير هي الوسيلة التي تستخدمها الطبقة الوسطى ومان لهذه الوسيلة مكانا مخصصا في كل مصر من الأمصار الإسلامية . أما بغداد فكان القسم الشرقي يديره الخليفة بنفسه وقسمت بغداد إلى أرباض والأرياض قسمت بدورها إلى أرباع وقلد كل ربع رجل من الحاشية يتولى أمره وكان لكل ريض رئيس. لكن هذه الحياة الاجتماعية الزاهرة لم تخل من بعض الجوانب السلبية فأدى التضخم السكاني الناتج عن الهجرة المطردة إلى المدن الكبري إلى نقص الأيدي العاملة وارتفاع الأجور مما جعل العباسيين يأتون بالزنج في جنوب العراق ومن هنا نشأت مشكلة الزنج كما ساعدت حالة الازدهار الاقتصادي إلى كثرة الإنفاق بسبب أن المدن الكبرى أصبحت من أعظم مراكز الصناعة وأكبر أسواق التجارة، أني أري الأسعار أسعار الرعية غالية وأدت هذه المستويات المتباينة في المدن الكبرى عامة وفي بغداد خاصة إلى انحرافات اجتماعية، وشاعت الوان أخري لا تشيع إلى في المدن الكبرى عادة كلعب القمار بعصى النرد وكان بالفسطاط شيوخ يسمون المطمعين لهم جراية ن دور القمار ليجلبوا الناس إليهم ويطعموهم في اللعب،