إِنَّ من يتعقب المسار التطوري المرحلي للدراسة السيميائية في الفكر الإنساني المعاصر يدرك أنَّ تناول السيميائية بالبحث والدرس لا ينفصل منهجيًا عن تناول العلامة في حد ذاتها، وتناول العلامة ليس بالأمر السهل من - ، كيان نفسي وثقافي وحضاري بشكل عام . منذ أن وجد الإنسان في هذا الكون، كانت العلامة محور تأمله وقلقه وتفاعله، إنَّ نظرة عجلى إلى المراحل الحضارية التي مرَّ بها الإنسان عبر الحقب الزمنية المختلفة تهدي إلى أنَّ مركز الاستقطاب في الحضارة الإنسانية كان العلامة وسيظل العلامة، وإن كان الأمر كذلك، فلا جرم من أن تنصرف الجهود إلى تدارسها تدارسًا أوفر من أجل استكشاف حقيقتها الدلالية ومجالها الإجرائي، وعلماء الكلام، والأصوليين إلى أن استقلت العلامة بموضوعها في الفكر السيميائي المعاصر. يعد اللسان الإطار العام لتشكل العلامات اللسانية بوصفه نسقا متكاملاً ، وهذا النسق يمتلكه كل فرد ينتمي إلى مجتمع له خصوصيات ثقافية وحضارية متجانسة ، ذلك النسق الذي يتكون أساسا من عناصر دالة تكون بنيته الجوهرية لتحقيق العملية التواصلية ومن هنا بدأ التفكير في طبيعة العنصر الدال من حيث نمطه السيميائي، والطب واللسانيات