2) بنية النظام الديكتاتوري: النازية انموذجًا في عام 1913، ذهب هتلر إلى ليراجع في ميونيخ لتجنب الخدمة العسكرية تحت علم الإمبراطورية التي كان يكرهها. كان جهله غريبا في اللغات إذ لم يعرف سوى الألمانية. لجم هتلر عواطفه إلى حد لم يترك له ذلك مجالا كبيرا للمحبة. فأظهر فيها حماسا عندما انضم إلى الجيش البافاري. فحاول أن يتبنى القيم العسكرية، باتصال مع عدد من أعضاء حزب اليمين المتطرف: حزب العمال الألماني. الذي سيكرس هتلر نفسه لهذا الحزب بعد التسريح. كانت ميونيخ محطته الأولى ما بعد الحرب الأولى فأعطت له هذه المرحلة فرصة له للكشف عن موهبته كخطيب يعد برنامجه السياسي بتأن. كان الاستياء الشديد لحال ألمانيا وفشلها يسكن هتلر فلا بد له أن يبحث عن منفذ له لكراهيته لما هو خارج ألمانيا. ثانيا: الحزب الوطني الاشتراكي: النازية تطهير المجتمع من كل العناصر "العرقية غير السليمة" داخل الشعب الألماني - والمرضى عقليا- وثانيا، القضاء على الدخلاء كالغجر والسود وغيرهم. فتبنى هتلر فكرة العداء، ورآها في إطار معركة أبدية بين الأجناس، لا يمكن إلا أن يأخذ شكل صراع حتى الموت. وبلوغ السلطة لخلق إمبراطورية في أوروبا الشرقية. واخذ زمام السلطة، كانت هذه الأفكار ذات طابع شمولي، وفقا للمنطق: "لهم أو لنا". يحارب كل شعور بالتضامن الإنساني ويبرر استعباد الشعوب الأخرى ويلجا إلى الإبادة والقتل. مع قدوم عام 1920 اختلطت حياة هتلر بعمله السياسي. دعي "حزب العمال الوطني الاشتراكي (Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei). طبع عليه بصماته الشخصية كاستعمال العنف والقوة لردع كل معارض. جذب الأنظار إليه. بقي حزبه ثانويا بالنسبة إلى حكومة بافاريا آنذاك إلى أن حاول في عام 1923 محاولة انقلاب فاشلة سجن بسببها 5 سنوات في قلعة لاندزبيرغ (Landsberg)، وبعد أفرج عنه من السجن، التي اظهرها على الملأ في المؤتمر السنوي (1927) في مدينة نورمبيرغ (Nuremburg). الـ "Führer"، في هذه الفترة، تجاوز حزبه تجاوز صعوبات كثيرة. ولكن مفاجأة غير متوقعة حلت على أوربا كلها، هشاشة الديمقراطية الليبرالية في البرلمان الألماني ومن جهة أخرى، من التصعيد في القومية وتطرف اليمنيين ليفرض النازية سلطة وأيديولوجية. 3 ٪ من الأصوات (107 مقعدا). واستمرت شعبية الحزب النازي بالارتفاع بشكل مستمر حتى 31 /7/1932، ناهيك عن معاداة السامية. يعود نجاح الحزب النازي إلى إستراتيجية هتلر المحنكة وحسه السياسي المميز ومهاراته الخطابية: قوة الاقتناع و"قوة وجودية" (اريك فوجيلن Voegelin)، استغل هتلر معاناة الألمان وضيقهم لينشر تطلعات النازية. 4 مليون عضو في عام 1932 وحوالي 400 ألف من أعضاء (SA) برئاسة ارنست روهم (1887- 1934Röhm). حوّل هتلر قيادة الحزب من جماعية وبيروقراطية إلى سلطة شخص سيطر من خلال علاقاته الشخصية فأعطى مكانة كبيرة للسرية والتجسس والتلاعب تعكس تعطشه إلى السلطة.