لقضية المتعلقة بالفرد والسلطة تشكل محورًا هامًا في الأعمال الأدبية. حيث يستكشف التوترات والتحديات التي تنشأ بين الفرد والهيئات السلطويه حيث يعبر الكاتب في عمله عن العلاقه بين السلطه والنظام السياسي والانسان أو حتى شخصية معقدة تتناول الصراع الداخلي بين الرغبات الشخصية والواجبات الاجتماعية. هذا ما ناقشه احد الادباء العالميين في عالم الادب العربي والغربي الكاتبان ( غسان كنافي والكاتب سفوكليس) كاتبان من عالمان مختلفان ناقشوا تلك القضيه المحوريه من نظرات مختلفه وعصور متباعده. ليعبروا الحدود وهذه بالنسبة له تعد فرصة جيدة أمامه لكسب بعض المال، ثم يخرجون بعد ذلك إلى الشمس ولهيبها. تلك القصه تناقش وتبين قضيه خوف الفرد من السلطه, مما جعل ابو الخيزران يتسائل في نفسه لماذا لما يدقوا على الخزان؟ "لماذا لم تدقوا جدران الخزان ؟لماذا لم تقولو؟" تعمد الكاتب ان يجعل كل شخصيه تقص علينا قصتها وبطريقتها ليعيشنا بداخل حياه كل شخصيه ونفهم اسباب هجرتهم بطريقه اكثر وضوحا عن القراءه فقط. من احد العوامل التي ادت لنجاح وتبريز هذا العمل استخدامه للبيئه الزمانيه والمكانيه والرموز كجزء اساسي لا يتجزأ من الروايه مثل استخدامه "الصحراء" وهى الرمز االكبير للضياع وانعدام الامان فقد قام باستخدام رموز اخرى عديده مثل: خزان الماء واهمهم "ابو الخيزران" الذي كان يجسد القضيه الفلسطينيه من نواحي مختلفه والذي بمعنه اصح يمثل قضيه السلطه على الفرد و المجتمع اثرت عليهم نتيجه فقدان وطنهم وتهجيرهم ولجوئهم الى خيانه وطنهم ومبايعتها للعدو الصهيوني. يتم استخدام البيئة المكانية بشكل مميز لتعزيز الرواية وتسليط الضوء على تجربة اللاجئين الفلسطينيين في رحلتهم خارج و داخل الخزان مثل قوله: " كان الظلام شديدا في الداخل حتى انه لم يستطيع انا يرى شيء باديء الامر" قام غسان كنفاني، هذه المخيمات تمثل الحياة الصعبة والمحدودة للفلسطينيين بعد النكبة. كما كان الكاتب يعتمد على اسلوب السرد الخبري مثل ما رأينا في المقطف "دار حول نفسه دورة ولكنه خشى ان يقع فصعد الدرجة الي مقعده واسند راسه فوق المقود" وايضا "بقي واقفا متشجنا في مكانه محاولا ان يفعل شيئا, او يقول شيئا" وتعكس تلك اللحظة الحاسمة التي تحدد مصيرهم. باختصار، وتجسد تجربة اللاجئين بأسلوب مميز ومؤثر انتيجون:- وقد جسد تلك القضيه بشكل مثير في مسرحيه انتيجون التي تعتبر اشهر جزءا من الثلاثيه اليونانيه المشهوره التي كتبها الكاتب اليوناني سفوكليس. تبدأ المسرحية بعد موت الأخوين المتنازعين إتيوكليس المدافع عن المدينة وبولينيكس الذي هاجم وطنه وبعد أن سقط كل منهما صريعا بيد أخيه كان من الطبيعي أن تفزع أنتيغون لدي علمها بهذا القرار الجائر في نظرها، فتصمم علي معارضتها حتي ولو كان الموت هو الثمن، ولم تتغاض فقط عن قرار كريون، بل بدأت تحذر أختها معارضته حتي لا تتعرض للهلاك, وتقوم بمخالفة قرار الملك، وتذهب عده مرات لمحاوله دفن اخيها ومن ثم يضبطها أحد الحراس وهى تضع الرمال علي جثة أخيها، حتى ينتهي بها المطاف بالانتحار داخل قبرها وانتحار ايمون بجانبها لشده حبه لها وتنتهي المسرحيه بفقدان كريون كلا من انتيجون وايمون ابنه وزوجته ويبقى وحيدا في تلك الحياه ولكنه لا يبالي بما خسر ويذهب لحضور اجتماع مهم ليستكمل حياته بدون اسرته فقط لسلطته الظالمه في المسرحية، كما تُسلط الضوء على القيم الإنسانية الأساسية التي يجب أن يحترمها كل إنسان, قام الكاتب باستخدام الشخصيات كرمز لقضايا معينة أو لتمثيل صفات نراها في حياتنا اليومية. كما نعرف ان المسرحيه تناقش قضية معقدة، فظهرت ثنائية البناء التي تعتمد على التقابل بين شخصيات متعارضة بهدف توصيل الفكره بشكل واضح للقارىء, ايضا تعدد الشخصيات داخل المسرحيه ساعد على توصيل القضيه من وجهات نظر مختلفه عن طريق شخصيات يتميزون بصفات مختلفه مثل: اسمين التي تمثل الشخصيه الغير الشجاعه التي تحاول منع الاخرين من خوض التجارب والمخاطر. قام الكاتب باستخدام الشخصيات والصراعات معا لتجسيد التوتر بين الفرد والسلطه, اما كريون, فهو يمثل السلطه والقانون الوضعي الذي يقوم باصدار قرارات ظالمه من اجل صورته وصرامته امام الحكام الاخري دون التفكير في شعبه الفقير. انتيجون التي تمثل الحب والوفاء للقيم الدينيه والاخلاقيه حتى اذا كلفها الامر روحها, وتحاول منع أنتيجون من اختراق القوانين, يبدا ظهور التوتر بين الوفاء للاوامر الرسميه والمحبه لاختها. ان لدي الشجاعه سأذهب الان معك" ولكن ترفض انتيجون وتصر ان تواجه مصيرها بمفردها وفي النهايه, فقد ابدع الكاتب جان انويه في توصيل رسالته وطرح سؤاله الذي استمر في اثاره الجدل والتفكير, المقارنه:- الأدب هو مرآة تعكس تجارب الإنسان وتحولاته النفسية والاجتماعية. يتناول الكتّاب والمسرحيون قضايا الإنسان وتحدياته من خلال أعمالهم، ويسعون لإلقاء الضوء على الجوانب المعقدة للحياه, على سبيل المثال: انتيجون كانت تمثل الفرد الشجاع التي يتحدي القوانين الرسميه من اجل القيم الدينيه و الانسانيه مثل ما نرى شجاعتها في كل جمله تقولها :"وجوهكم لبائسه يا طلاب السعاده انما انتم الدميمون بما في ذلك اجملكم" وايضا في قولها "نعم, لجففت الماء والذهن من ذراعي وخرجت بميدعتي ادفن اخي" وفي المقابل نرى شخصيات كلا من اسعد وابو القيس ومروان الذين يمثلون الفرد ولكن الفرد الخائف المذلول الذين يعانون من اثار النكبه والظروف القاسيه لهم و للشعب الفليسطيني , وكانو يجسدون الصراع بين حب الوطن والوفاء للمبادىء والقيم, وقد رأينا ذلك في قول ابو الخيزران متعجبا : "لماذا لم يدقوا جدران الخزان" أما عن السلطه الظالمه فقد مثلها كريون في المسرحيه ومثلها ابو الخيزران في الروايه وايضا الاحتلال الاسرائيلي كان يمثل جزء كبير من السلطه, كان التشابهه هنا ان السلطتين كانوا يتبعون سياسه اتخاذ القرارات الصارمه دون النظر الى الشعب الذي في مسؤوليتهم بأهداف متشابهه وهي: كسب المال والشهره(في رجال في الشمس) و ايضا من اجل صورته (في انتيجون), على سبيل المثال كان كريون يعاقب المخالفين للقانون بعدم دفنهم عند موتهم لتأكلهم الطيور والحيوانات. فقد كانت اثار النكبه كلها تعتبر عقاب كانت الناس تموت من العذاب والجوع والفقر, وبالبطبع, ففي انتيجون, تميز اسلوب الكاتب بالبساطه والوضوح و الدقه مثل:"ستعودين الى البيت وتنامين. ستقولين انك مريضه, وكان يستخدم الشخصيات للتعبير عن المعتقدات المختلفه بداخلهم مع التركيز على الصراعات بين الاخلاق والسلطه. اما الكاتب غسان كنفاني , فقد تميز ايضا بالبساطه والوصف الوقاعي والتفاصيل الدقيقه"انحنى ابو الخيزران ووضع أذنه فوق الشعر الرمادي المبتل: كان الجسد باردا وصامتا" وايضا اهتم باستخدام باللغه العربيه الحديثه بأسلوب مباشر معاصر, ايضا استخدم الحوارات طويلة ومعقدة مثل انتيجون ، مع التركيز على الحياة اليومية والتأثيرات النفسية والاجتماعية كان اسلوب الكاتبان الى حد ما متشابهه في بساطه اللغه واسنخدام الشخصيات لتجسيد الحالة الإنسانية والصراعات الشخصية والسياسية, كما نعرف ان الكاتبان من عالمان مختلفان وكل عالم له عادات وتقاليده وطريقه تفكير خاصه به, فاعتمد الكاتبان على توصيل فكره الصراع بين السلطه والمجتمع ولكن بطريقه تليق بكل مجتمع خاص بهم. مؤمنة بحقوق الإنسان والقيم الدينية ويبدأ ظهور التوتر بين الفرد والسلطه المتمثله في انتيجون وكريون.