وفيها تخبرني أنك أتممت لي كل ما أحتاج إليه لدعم إقامتي معك في ساكر منتو، وكذلك وصل إلى ما يشعر أنني قبلت في فرع الهندسة المدنية في جامعة كاليفورنيا ، وتعاهدنا على الاستمرار معا إلى النهاية. اسمعني ستذهب في العام القادم إلى الكويت، وستوفر من راتبك ما يقتلعك من غزة إلى كاليفورنيا، هكذا كانت طريقتك في الكلام لا فواصل ولا نقاط، لكنني كنت أحس إحساسا غامضا أنك غير راض تماما عن هروبك، ونمضي ندري بالضبط ؟ نتركك إلى حياة أكثر ألوانا وأعمق سلوى . وجمعت كل ما أملك توقاً إلى حدث غزة كما تعهدها تماما . ورفعت نفسها متكئة على كفيها، لقد أحضرت لك هدايا من الكويت، وتأتين داري فأسلمك إياها، أما نادية فقد ارتعشت كمن مسه تيار صاعق، وأشارت إلى ساق مبتورة من أعلى الفخذ . أبداً لن أنسي ساق نادية المبتورة من أعلى الفخذ، ولن أنسى الحزن الذي هيكل وجهها واندمج في تقاطيعه الحلوة إلى الأبد. أبدا لم ترها هكذا أنا وأنت الحجارة المركومة على أول حي الشجاعية، كان لها معنى كأنما وضعت هناك لتشرحه فقط، كل شيء كان في غزة هذه ينتفض حزنا على ساق نادية المبتورة من أعلى الفخذ، لقد قالوا لي إن نادية فقدت ساقها عندما ألقت بنفسها فوق إخوتها الصغار، يجب أن تبحث عنه كي تجد نفسك. لتتعلم من ساق نادية المبتورة من أعلى الفخذ ما الحياة.