نلاحظ الآن أن الآيات كما ذكرتهم بنعم الله عليهم ذكرت لهم بعدها مواقف عنادهم و خطاب هذه الآيات موجهة إلى يهود المدينة الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وعاصروا تنزيل القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم . يُذكرهم بنعم الله عليهم التي أنعم الله بها على آبائهم و كانت سبب لبقائهم  ومن المعلوم أن العذاب نوعان : وهو عذاب المخلوقات كالهدم و الغرق و نحوه. 2- نوع لا يمكن دفعه : كالطاعون و الصاعقة و الموت . و المراد بها في الآية هو النوع الثاني . إذاً ، النعمة الأولى التي أنعم الله عزّ وجل بها عليهم هي النّجاة من عذاب فرعون و آله بذبح أبناءهم و ترك نساءهم أحياء للخدمة حتى يخدمونهم . أي أنتم يا بني إسرائيل بين قتيل و مذلّل بالأعمال الشاقة ، الرجال منكم مقتلين و النساء مذللين بالأعمال الشاقة ، والاستحياء على وجه المنّة عليه و الاستعلاء عليه ، و هذه غاية الإهانة فمنّ الله عليهم بإغراق عدوهم وهم ينظرون لتقرّ أعينهم ، فعندما ترى العدو الذي آلمك و آذاك يهلك ؛ هذا يقرّ العين