بعد طول صراع وافقت أن استدین لكي نسافر أنا وزوجتي إلى مالیزیا، اعتمدت على خبراتها القیمة كأنثى حتى تفككت أوصالي واستجیب لطلبها، تكن من أولئك النسوة اللائي ییئسن بسرعة. “مرحبا بكم على متن خطوط الطیران المالیزي . الرحلة تستغرق سبع ساعات مع التوقف في باكستان". كانت زوجتي الحبیبة خائفة من أن ألغي فكرة السفر لأنها قامت بالتباهي على صدیقتها وتقول: “حبیبي أحمد أقسم علي ألا أبقى تحت شمس هذا الصیف" مع أنني لم أقسم لها، وأیضا قالت " عمري أحمد . وفي تكبر "هل سافر إحداكن إلى بلجیكا أو مالیزیا؟ محتارة بینهما"، وكانت تعرف أن ظروفها ولا ظروفهن تسمح بالسفر ولكن طقم الذهب الذي ترتدیه جارتها علیاء أشعل قلبها، حتى أنها لم تنم اللیل ظلت تفكر كیف تثیر الغیرة بین جاراتها للتباهي بنفسها. في الصباح الباكر كانت تردد العبارة الوحیدة: "ارید أن أسافر"، عضضت على شفتي قائلا: "من أین یا حسرتي" ردت وهي غاضبة: لا أعرف. ولكن بعد عناد طال فترة وافقت على أن نسافر، 
تسلفت من البنك وحجزت تذاكر السفر وها نحن متجهین إلى مالیزیا، قلت لها "سعیدة یا حبیبتي؟" فقالت: "إلى أین یاحسرتي . الناس تسافر إلى بلجیكا إلى أوروبا وإلى أسترالیا". هل نحن فعلا معلقون بین سماء وأرض ؟! قالت متلهفة: "كم مضى من الوقت؟" قالت لها: ثلاث ساعات أو أكثر، نظرت إلى كأنها تقول:" رحلة طویلة ولا بأس كل شيء یهون من أجل إغاضة جارتي". انتبهنا إلى صوت القائد . طلب إلینا ربط الأحزمة فهناك مطبات هوائیة، فصرخت قائلة: “هل نحن نسیر في الشارع؟ من أین جاءت هذه المطبات؟"، بدأت الطائرة تقفز وترتج والجمیع في توتر شدید، 
الرجل الذي یجلس أمامنا یقرأ سورة البقرة وأنا كنت أردد الشهادتین واقرأ آیة الكرسي انكمشت زوجتي مذعورة تنظر إلي بعینین قفزتا من محجریهما وهي تقول: "ماذا لو كان هذا آخر المطاف؟”، أمسكت بیدها وبدأت اقرأ أردد الآیات والأدعیة، بدأت بالندم قائلة: "اللهم اغفر لي. سیغفر ماذا؟ ما أكثر ذنوبي وأبشعها؟"، بدأت تتذكر كل ما فعلته وتندم علیها، فقالت: "لیتني سمعت كلامك ما كان سوف یحدث هذا"، ظلت تردد:" سامحني یا رب . یا رب سامحني سأتوب وأنیب یا رب توبة نصوحا لا أعود بعدها أبدا". انساب صوت قائد الطائرة یبشرنا بتجاوز المطبات الهوائیة، عادت الدماء تجري في أوصالنا من جدید، شعرت بحنو غریب من زوجتي الحبیبة، و صولنا لمالیزیا سیكون في الساعة السادسة صباحا، بدأت الطائرة تقترب من أجواء العاصمة ، كانت مدینة مستیقظة تحت زذاذ الندى، كان منظرا خلابا ، حملت زوجتي )الكامیرا(و بدأت تصور كل شيء و هي فرحة جدا مما جعلني أشعر بالسعادة، تغیرت زوجتي كثیرا بعد هذه السفرة الرائعة ، كنت أتمنى أن تتغیر و تصبح امرأة تحب زوجها و تخاف علیه و تترك الغیرة و ترضا بما كتب االله لها ، و صدق كلام خطیب الجمعة حین قال:" أن رحمة االله واسعة"،