ومراقبة عمليات التنقيب وعندئذ يمكنهم الموافقة أو تأييد أو تصحيح كل الاستنتاجات العلمية التي استنبطها المنقب من حفريته ومكتشفاته بل وقد يمكنهم الإضافة عليها بما يتراءى لهم من ظروف وسير الحفرية ودقة تحديد مواقع وحالة المكتشفات الأثرية التي وجد بها
- هذا وإن التسجيل الدقيق لكل المكتشفات واللقى الأثرية على الصورة والحالة التي وجدت بها حفظ لها حتى إذا عبثت بها يد عابث أمكن تحديد مدى خطورة هذا العبث . بل وتحفظ لنا هذه السجلات الوافية كل المكتشفات واللقى الأثرية للرجوع إليها في أي وقت للتأكد من وجودها وعدم ضياعها أو
استبدالها بغيرها . لهذا كله وجب على المنقب الأثري القيام بعملية تسجيل الحفرية منذ بدايتها حتى نهايتها . بل إن عمليات التسجيل في الواقع تبدأ مع الدقيقة الأولى للعمل الميداني ، وبالنسبة للطبقة الأرضية التي وجدت فيها ، وبالنسبة لمعالم واضحة وأماكن محدودة ومعروفة على الطبيعة في منطقة الحفر - وقد تحدد مثل هذه المظاهر الظاهرة للموقع على مخطط قبل بدء عمليات الحفر والتنقيب . وتتم عمليات تسجيل الحفرية الأثرية والمكتشفات بواسطة طرق عدة متباينة
يجب أن يعرفها المنقب الأثري ومنها :
تدوين المذكرات في يوميات للحفرية كتابة أولا بأول منذ لحظة الإعداد للحفرية . بل يجب تسجيل كل المشاهدات ووصفها بدقة بموقعها وظروفها بأمانة كحقائق ملموسة ظاهرة أمام أعين المنقب ، ولا يدمجها استنتاجاته بل يجب أن تكون آراؤه عنها منفصله بوضوح حتى لا يلتبس عليه الأمر عند الرجوع لما دونه في مذكرات عن
الحفرية من مشاهدات وحقائق. فإن كان المطلوب عمل كروكيات تقريبية يمكننا زيادة في السرعة والانجاز القياس بخطوات الأرجل ومعرفة المسافات الأفقية على الطبيعة مع تحديد معدل طول خطوة الشخص القائم بعملية التسجيل هذه الاستعانه ببوصلة منشورية مثبته على حامل له ثلاثة أرجل لحفظ البوصلة ثابته وفي وضع أفقي بواسطة ميزان فقاعة (ميزان ماء ) . أما إذا أريد قياسات دقيقة لرسم مخطط مضبوط فيجب استخدام جهاز التيودوليت والمقياس الشريطي سواء كان من الصلب أو الكتان وتختلف عمليات التسجيل حسب أنواع الأشياء المراد تسجيلها سواء كانت هذه خرائط لتحديد موقع الحفرية بالنسبة للمدينة أو القرية أو مخططات خنادق الحفر ذاتها والممرات التي بيها ،