١. مقولة الوعي: (مواقف فلاسفة الوعي) فمن جهة يمكن اعتباره الحدس أو المعرفة المباشرة والتّفكير الفوريّ الّذي يمتلكه الإنسان فيعي من خلاله وجوده ووجود العالم الّذي يحيط به؛ وبالعودة إلى أصل الكلمة في اللّغة اللّاتينيّة، اعتبر فلاسفة الوعي أنّنا لا نستطيع معرفة شيء من الواقع ما لم نكن واعين؛ فالإنسان واعِ والوعي يحتل المرتبة الأولى في الحياة النّفسيّة،١. الوعي هو بناء للذّات: يرى ((ديكارت)، لأنّه يرافقنا منذ الطّفولة، فلا أحد يشك في وجوده، ومن هنا جاء (الكوجيتو)) أي عبارته الشّهيرة: بالنّسبة ل«ديكارت) إذا سيطر الشّك على الإنسان في ما يتعلق بكلّ معطيات حواسه وعقله، فإنّه لا يستطيع أن يشكّ بأنّه يشكّ، وبالتّالي لا يستطيع أن يشك بوجوده،لذلك فإنّ ميزة الإنسان أنّه يفكّر ويعلم أنّه يفكّر ويعلم بماذا يفكّر. يكوّن الإنسان معرفة يقينيّة لذاته تتجاوز كلّ معرفة بالعالم الذي يحيط به.٢. الوعي هو القدرة على التّفكير: يقوم الوعي ببناء الجوانب الأساسيّة من شخصيتنا ويعطينا فكرة عن العالم الخارجيّ وكل ذلك بواسطة التّفكير والتأمّل. فالوعي هو المرآة الّتي تعكس لي صورتي وصورة العالم. فمن خلال هذه المسافة الّتي نخلقها بيننا وبين العالم، نجعل هذا العالم يخضع جزئيًا لسيطرتنا، وبالتالي نصبح قادرين على فهمه وتفسيره وجعله٣. قصديّة الوعي: بما أنّ عمل الوعي يرتكز على العلاقة بين الإنسان والعالم الخارجيّ،أنّ نمو شخصيّة الإنسان ونضوجها يتمّ من خلال تجاربه وتفاعلاته مع العالم الخارجيّ والمجتمع الّذي فإنّ وعيه ليس مجرّد وعي لذاته فقط بقدر ما هو وعي موجّه للخارج، أي وعي لموضوعٍ خارج الإنسان؛ الذي يتميّز عن (ديكارت) باعتبار الوعي يتوجه دائما للخارج وليس إلى الذات، وقد عبّر «هسّرل» عن ذلك بالقول «كلّ وعي هو وعي لشيء ما)»؛ بمعنى أنّ الوعي لا يُدرِك ذاته إلّا من خلال الآخر، أي أنّ إدراك الذّات هو انعكاس لإدراك الآخر. وهذا يدل أيضًا على استحالة وجود حالة نفسيّة خارج نطاق الوعي.٤. الوعي هو القدرة على الاختيار: يسمح الوعي للإنسان بالمفاضلة بين الاحتمالات المتعدّدة المتاحة له واختيار ما يراه مناسبًا. وهذا يعني أنّنا نتمكن من خلال الوعي اتخاذ القرارات المهمّة في حياتنا والتي قد تؤثر على مستقبلنا، فضلًا عن أنّه قد يساعدنا في التّخلص من المشاكلالدّرّاج الّذي يقود بشكل آليّ ومن دون تركيز على حركاته، فجأة يعترضه عائق ما أو يواجه مشكلةما، لولا الوعياستطاع الإنسان من اتخاذ قراراته وإيجاد الحلّ المناسب لمشاكله. كما يقول ((سارتر)).٥. الوعي هو القدرة على التّكيّف: يسمح لنا الوعي بالتّكيّف مع الواقع (المحسوس والاجتماعيّ) المحيط بنا، حيث يمكننا التّكيّف مع الأحداث التي تواجهنا ونلتزم بمتطلّبات المجتمع الّذي ننتمي إليه.الطّعام.٦. الوعي هو القدرة على التّوليف: يعتبر(كنط)) أنّ (الأنا المفكّر» عند الإنسان يظهر كقدرة على التّفكير والتّوليف؛ على سبيل المثال:عندما يمرّ حصان من أمام الإنسان، ولكنّ الحصان في فكر الإنسان هو واحد، من يقوم بجمع معطيات الحواس المختلفة والمتنوعة وتوليفها ضمن فكرة واحدة هو الوعي. وبالتّالي فإنّ الوعي هو توليف حسّيّ، يقوم بجمع وتنظيم معطيات الحواس في مفهوم واحد.٧. أولويّة الوعي تؤدّي إلى رفض اللّاوعي النّفسيّ: إن الوعي مرادف للذّات وللنّفس، وبالتالي فإنّ كلّ ما هو نفسيّ واعٍ تمامًا، أمّا ما يمكن تسميته باللاوعي فهو الجانب الفيزيولوجيّ؛ ٨. الوعي استبطان: الاستبطان هو الوسيلة الوحيدة لدراسة الحياة النّفسيّة الباطنيّة عن طريق توجه الوعي إلى باطن الإنسان، لأن كلّ زوايا حياتنا النّفسيّة مكشوفة بالكامل أمام الوعي. فالاستبطان هو المعرفة المباشرة والفرديّة للذات من قِبَل الذّات نفسها؛ أي دراسة الأنا للأنا.