تكتسب الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ اليوم الاثنين ـ لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ولقائه بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات أهميتهما ومكانتهما الاستراتيجية، خاصة في هذا التوقيت المهم والحساس الذي تشهد فيه المنطقة العديد من المتغيرات والتحولات الاقتصادية والجيوسياسية، وجهود الدولتين لوقف نزيف الدماء في قطاع غزة، والوصول بها لرؤية واضحة ومشتركة من شأنها الدفع بتلك العلاقات، وتعزيز حضورها الإقليمي والدولي، خاصة مع ما يربط البلدين من علاقات تاريخية وأخوية متجذرة وعميقة، فهي امتداد أصيل متجذر لسنوات طويلة من العلاقات الأسرية والثقافية، لكونه نتاجا طبيعيا نابعا من اهتمام قيادتي البلدين بتلك الثوابت السامية، والشيخ زايد بن سلطان اللذين طالما كانا حريصين على أن تمتلك هذه العلاقات عناصر القوة والاتزان والحكمة في التعامل مع مختلف المواضيع والقضايا، وهو ما رسخ من متانة وصلابة هذه العلاقات، من هناك فإن الزيارة التي يقوم بها جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تأتي في ضوء ذلك التوجه القائم على أهمية النهوض بهذا العلاقات، وتمكينها بما يؤسس لمنظومة عمل متكاملة، الجانب الذي يمثل مرتكزا وعصبا رئيسيا في مستوى تلك العلاقات في ضوء ما يتمتع به البلدان من مكانة اقتصادية، وبنية أساسية قوية تتمثل في قطاع النقل، والطاقة وغيرها من المقومات التي حبا الله بها البلدين الشقيقين. إن الدفع بمشاريع التكامل الاقتصادي بين البلدين يمثل واحدا من الخيارات الأساسية التي يجب أن يعمل عليها البلدان خاصة إذا ما تحدثنا اليوم عن قطاعات حيوية يمتلك فيها البلدان عناصر القوة والتميز، وبالتالي فإن مجتمع رجال الأعمال كما هو حال شعبي البلدين يتطلع لرفع مستوى الشراكة في هذه القطاعات الاستراتيجية وإحياء العديد من المشاريع التي بمقدورها أن تمثل قيمة مضافة لمشاريع استثمارية مشتركة، خاصة وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر الشريك الاستراتيجي الأول لسلطنة عمان، كما بلغت قيمة تصدير المنتجات العمانية للسوق الإماراتي ما يزيد عن 291 مليون ريال عماني، وعليه فإن هذه الأرقام مرشحة للنمو بشكل متزايد خلال المرحلة القادمة إذا ما استطعنا بالفعل أن نستثمر كل الفرص والإمكانيات المتاحة، وتوظيفها للدفع بهذه العلاقات لتكون أكثر حضورا وتفاعلا وتميزا. وفي الوقت الذي ينظر فيه الجميع البدء في تنفيذ مشروع سكة الحديد المرتقبة بين البلدين، فإن شعبي البلدين ودول المنطقة تترقب ما ستسفر عنه هذه الزيارة التي بالتأكيد لها مضامين وتوجهات لمسارات واعدة ومتجددة من العمل المشترك، كما أن اللجنة العليا العمانية ـ الإماراتية تمكنت وعلى مدى سنوات عملها الماضية قطعت مراحل متقدمة في وضع الرؤى والتوجهات لمجالات التعاون والشراكة التي نأمل أن يتم الإعلان عنها على هامش هذه الزيارة الأخوية المباركة.